تسجيل
البريد الإلكتروني
الرقم السري
بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ;   آخر المواضيع :   كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "عقيدة الإسلام "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب "أصول الفقه وقواعده "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  كتاب "علم الحديث "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري. * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري " * * *  كتاب"معرفة إسم الله الأعظم "إعداد الشيخ محمد يحيى المغاوري * * *  وجوب اجتماع كلمة المسلمين على الصيام و الإفطار * * *  القول السديد في صلاة جمعتين في مسجد واحد * * *  مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه * * *  مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه * * *
الشريعة الإسلامية
القرآن الكريم
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
1
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
2
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • تفسير ابن كثير

    ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

    قَالَ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَغَيْرهمْ الْمُرَاد بِالْبَرِّ هَهُنَا الْفَيَافِي وَبِالْبَحْرِ الْأَمْصَار وَالْقُرَى وَفِي رِوَايَة عَنْ اِبْن عَبَّاس وَعِكْرِمَة : الْبَحْر الْأَمْصَار وَالْقُرَى مَا كَانَ مِنْهُمَا عَلَى جَانِب نَهَر

    وَقَالَ آخَرُونَ بَلْ الْمُرَاد بِالْبَرِّ هُوَ الْبَرّ الْمَعْرُوف وَبِالْبَحْرِ هُوَ الْبَحْر الْمَعْرُوف .

    وَقَالَ زَيْد بْن رُفَيْع " ظَهَرَ الْفَسَاد" يَعْنِي اِنْقِطَاع الْمَطَر عَنْ الْبَرّ يَعْقُبهُ الْقَحْط وَعَنْ الْبَحْر يَعْنِي دَوَابّه . رَوَاهُ اِبْن أَبِي حَاتِم

    وَقَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه بْن يَزِيد بْن الْمُقْرِي عَنْ سُفْيَان عَنْ حُمَيْد بْن قَيْس الْأَعْرَج عَنْ مُجَاهِد " ظَهَرَ الْفَسَاد فِي الْبَرّ وَالْبَحْر " قَالَ فَسَاد الْبَرّ قَتْل اِبْن آدَم وَفَسَاد الْبَحْر أَخْذ السَّفِينَة غَصْبًا وَقَالَ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ الْمُرَاد بِالْبَرِّ مَا فِيهِ مِنْ الْمَدَائِن وَالْقُرَى وَبِالْبَحْرِ جَزَائِره . وَالْقَوْل الْأَوَّل أَظْهَر وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ وَيُؤَيِّدهُ مَا قَالَهُ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق فِي السِّيرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ صَالَحَ مَلِك أَيْلَة وَكَتَبَ إِلَيْهِ بِبَحْرِهِ يَعْنِي بِبَلَدِهِ

    وَمَعْنَى قَوْله تَعَالَى " ظَهَرَ الْفَسَاد فِي الْبَرّ وَالْبَحْر بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس " أَيْ بَانَ النَّقْص فِي الزُّرُوع وَالثِّمَار بِسَبَبِ الْمَعَاصِي . وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة : مَنْ عَصَى اللَّه فِي الْأَرْض فَقَدْ أَفْسَدَ فِي الْأَرْض لِأَنَّ صَلَاح الْأَرْض وَالسَّمَاء بِالطَّاعَةِ وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُد " لَحَدٌّ يُقَامُ فِي الْأَرْض أَحَبّ إِلَى أَهْلهَا مِنْ أَنْ يُمْطَرُوا أَرْبَعِينَ صَبَاحًا " وَالسَّبَب فِي هَذَا أَنَّ الْحُدُود إِذَا أُقِيمَتْ كَفَّ النَّاس أَوْ أَكْثَرهمْ أَوْ كَثِير مِنْهُمْ عَنْ تَعَاطِي الْمُحَرَّمَات وَإِذَا تُرِكَتْ الْمَعَاصِي كَانَ سَبَبًا فِي حُصُول الْبَرَكَات مِنْ السَّمَاء وَالْأَرْض . وَلِهَذَا إِذَا نَزَلَ عِيسَى اِبْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام فِي آخِر الزَّمَان يَحْكُم بِهَذِهِ الشَّرِيعَة الْمُطَهَّرَة فِي ذَلِكَ الْوَقْت مِنْ قَتْل الْخِنْزِير وَكَسْر الصَّلِيب وَوَضْع الْجِزْيَة وَهُوَ تَرْكهَا فَلَا يَقْبَل إِلَّا الْإِسْلَام أَوْ السَّيْف فَإِذَا أَهْلَكَ اللَّه فِي زَمَانه الدَّجَّال وَأَتْبَاعه وَيَأْجُوج وَمَأْجُوج قِيلَ لِلْأَرْضِ أَخْرِجِي بَرَكَتك فَيَأْكُل مِنْ الرُّمَّانَة الْفِئَام مِنْ النَّاس وَيَسْتَظِلُّونَ بِقَحْفِهَا وَيَكْفِي لَبَن اللِّقْحَة الْجَمَاعَة مِنْ النَّاس وَمَا ذَاكَ إِلَّا بِبَرَكَةِ تَنْفِيذ شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكُلَّمَا أُقِيمَ الْعَدْل كَثُرَتْ الْبَرَكَات وَالْخَيْر . وَلِهَذَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّ الْفَاجِر إِذَا مَاتَ يَسْتَرِيح مِنْهُ الْعِبَاد وَالْبِلَاد وَالشَّجَر وَالدَّوَابّ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد بْن حَنْبَل حَدَّثَنَا مُحَمَّد وَالْحُسَيْن قَالَا حَدَّثَنَا عَوْف عَنْ أَبِي مِخْذَم قَالَ وَجَدَ رَجُل فِي زَمَان زِيَاد أَوْ اِبْن زِيَاد صُرَّة فِيهَا حَبّ يَعْنِي مِنْ بُرّ أَمْثَال النَّوَى مَكْتُوب فِيهَا هَذَا نَبْت فِي زَمَان كَانَ يُعْمَل فِيهِ بِالْعَدْلِ

    وَرَوَى مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَم أَنَّ الْمُرَاد بِالْفَسَادِ هَهُنَا الشِّرْك وَفِيهِ نَظَر وَقَوْله تَعَالَى " لِيُذِيقَهُمْ بَعْض الَّذِي عَمِلُوا " الْآيَة أَيْ يَبْتَلِيهِمْ بِنَقْصِ الْأَمْوَال وَالْأَنْفُس وَالثَّمَرَات اِخْتِبَارًا مِنْهُ لَهُمْ وَمُجَازَاة عَلَى صَنِيعهمْ" لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ " أَيْ عَنْ الْمَعَاصِي كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَات لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" .

    رابط المادة

     

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
3
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  •   تفسير الطبري 

    القول في تأويل قوله تعالى : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ( 41 ) ) 

    يقول - تعالى ذكره - : ظهرت المعاصي في بر الأرض وبحرها بكسب أيدي الناس ما نهاهم الله عنه . [ ص: 108 ] 

    واختلف أهل التأويل في المراد من قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) فقال بعضهم : عنى بالبر ، الفلوات ، وبالبحر : الأمصار والقرى التي على المياه والأنهار . 

    ذكر من قال ذلك : 

    حدثنا أبو كريب قال : ثنا عثام قال : ثنا النضر بن عربي ، عن مجاهد ( وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ) الآية ، قال : إذا ولي سعى بالتعدي والظلم ، فيحبس الله القطر ، ف ( يهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد ) قال : ثم قرأ مجاهد : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) الآية ، قال : ثم قال : أما والله ما هو بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء جار فهو بحر . 

    حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن النضر بن عربي ، عن عكرمة ( ظهر الفساد في البر والبحر ) قال : أما إني لا أقول بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء جار . 

     

    قال : ثنا يزيد بن هارون ، عن عمرو بن فروخ ، عن حبيب بن الزبير ، عن عكرمة ( ظهر الفساد في البر والبحر ) قال : إن العرب تسمي الأمصار بحرا . 

    حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) قال : هذا قبل أن يبعث الله نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - ، امتلأت ضلالة وظلما ، فلما بعث الله نبيه رجع راجعون من الناس . 

    قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) أما البر فأهل العمود ، وأما البحر فأهل القرى والريف . 

    حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر ) قال : الذنوب ، وقرأ ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) . 

    حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عامر قال : ثنا قرة ، عن الحسن في قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) قال : أفسدهم الله بذنوبهم ، في بحر الأرض وبرها بأعمالهم الخبيثة . 

    وقال آخرون : بل عنى بالبر : ظهر الأرض ، الأمصار وغيرها ، والبحر : البحر المعروف . [ ص: 109 ] 

    ذكر من قال ذلك : 

    حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن ليث ، عن مجاهد ( ظهر الفساد في البر والبحر ) قال : في البر : ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفي البحر : الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا . 

    حدثني يعقوب قال : قال أبو بشر - يعني : ابن علية - : قال : سمعت ابن أبي نجيح ، يقول في قوله : ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) قال : بقتل ابن آدم ، والذي كان يأخذ كل سفينة غصبا . 

     

    حدثنا ابن وكيع قال : ثنا يزيد بن هارون ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية ( ظهر الفساد في البر والبحر ) قال : قلت : هذا البر ، والبحر أي فساد فيه ؟ قال : فقال : إذا قل المطر ، قل الغوص . 

    حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( ظهر الفساد في البر ) قال : قتل ابن آدم أخاه ، ( والبحر ) قال : أخذ الملك السفن غصبا . 

    وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن الله - تعالى ذكره - أخبر أن الفساد قد ظهر في البر والبحر عند العرب في الأرض القفار ، والبحر بحران : بحر ملح ، وبحر عذب ، فهما جميعا عندهم بحر ، ولم يخصص جل ثناؤه الخبر عن ظهور ذلك في بحر دون بحر ، فذلك على ما وقع عليه اسم بحر عذبا كان أو ملحا . إذا كان ذلك كذلك ، دخل القرى التي على الأنهار والبحار . 

     

    فتأويل الكلام إذن إذ كان الأمر كما وصفت ، ظهرت معاصي الله في كل مكان من بر وبحر ( بما كسبت أيدي الناس ) : أي بذنوب الناس ، وانتشر الظلم فيهما . 

     

    وقوله : ( ليذيقهم بعض الذي عملوا ) يقول جل ثناؤه : ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم التي عملوا ، ومعصيتهم التي عصوا ( لعلهم يرجعون ) يقول : كي ينيبوا إلى الحق ، ويرجعوا إلى التوبة ، ويتركوا معاصي الله . 

     

    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . [ ص: 110 ] 

     

    ذكر من قال ذلك : 

     

    حدثنا ابن وكيع قال : ثنا ابن فضيل ، عن أشعث ، عن الحسن ( لعلهم يرجعون ) قال : يتوبون . 

     

    قال : ثنا ابن مهدي ، عن سفيان ، عن السدي ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ( لعلهم يرجعون ) يوم بدر لعلهم يتوبون . 

     

    قال : ثنا أبو أسامة ، عن زائدة ، عن منصور ، عن إبراهيم ( لعلهم يرجعون ) قال : إلى الحق . 

     

    حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) : لعل راجعا أن يرجع ، لعل تائبا أن يتوب ، لعل مستعتبا أن يستعتب . 

     

    حدثنا ابن بشار قال : ثنا أبو عامر قال : ثنا قرة ، عن الحسن ( لعلهم يرجعون ) قال : يرجع من بعدهم . 

     

    واختلفت القراء في قراءة قوله : ( ليذيقهم ) فقرأ ذلك عامة قراء الأمصار ( ليذيقهم ) بالياء ، بمعنى : ليذيقهم الله بعض الذي عملوا ، وذكر أن أبا عبد الرحمن السلمي قرأ ذلك بالنون على وجه الخبر من الله عن نفسه بذلك . 

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
4
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • تفسير القرطبي 

    قوله تعالى : ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون

     

    قوله تعالى : ظهر الفساد في البر والبحر اختلف العلماء في معنى الفساد والبر والبحر ;

    فقال قتادة والسدي : الفساد الشرك ، وهو أعظم الفساد .

    وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد : فساد البر قتل ابن آدم أخاه ; قابيل قتل هابيل . وفي البحر بالملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبا .

    وقيل : الفساد القحط وقلة النبات وذهاب البركة . ونحوه قال ابن عباس قال : هو نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا .

    قال النحاس : وهو أحسن ما قيل في الآية . وعنه أيضا : أن الفساد في البحر انقطاع صيده بذنوب بني آدم . وقال عطية : فإذا قل المطر قل الغوص عنده ، وأخفق الصيادون ، وعميت دواب البحر . 

     

    وقال ابن عباس : إذا مطرت السماء تفتحت الأصداف في البحر ، فما وقع فيها من السماء فهو لؤلؤ . وقيل : الفساد كساد الأسعار وقلة المعاش . وقيل : الفساد المعاصي وقطع السبيل والظلم ; أي صار هذا العمل مانعا من الزرع والعمارات والتجارات ; والمعنى كله متقارب .

    والبر والبحر هما المعروفان المشهوران في اللغة وعند الناس ; لا ما قاله بعض العباد : أن البر اللسان ، والبحر القلب ; لظهور ما على اللسان وخفاء ما في القلب . وقيل : البر : الفيافي ، والبحر : القرى ; قاله عكرمة .

    والعرب تسمي الأمصار البحار . وقال قتادة : البر أهل العمود ، والبحر أهل القرى والريف .

    وقال ابن عباس : إن البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر ، والبحر ما كان على شط نهر ;

    وقاله مجاهد ، قال : أما والله ما هو بحركم هذا ، ولكن كل قرية على ماء جار فهي بحر .

    وقال معناه النحاس ، قال : في معناه قولان : أحدهما : ظهر الجدب في البر ; أي في البوادي وقراها ، وفي البحر أي في مدن البحر ; مثل : واسأل القرية . أي ظهر قلة الغيث وغلاء السعر . بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض أي عقاب بعض ( الذي عملوا ) ثم حذف . والقول [ ص: 39 ] الآخر : أنه ظهرت المعاصي من قطع السبيل والظلم ، فهذا هو الفساد على الحقيقة ، والأول مجاز إلا أنه على الجواب الثاني ، فيكون في الكلام حذف واختصار دل عليه ما بعده ، ويكون المعنى : ظهرت المعاصي في البر والبحر فحبس الله عنهما الغيث وأغلى سعرهم ليذيقهم عقاب بعض الذي عملوا . لعلهم يرجعون لعلهم يتوبون . وقال : بعض الذي عملوا لأن معظم الجزاء في الآخرة . والقراءة ليذيقهم بالياء . وقرأ ابن عباس بالنون ، وهي قراءة السلمي وابن محيصن وقنبل ويعقوب على التعظيم ; أي نذيقهم عقوبة بعض ما عملوا . 

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
5
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم المشاركة :
6
مشاركة ل الحبر الترجمان
إسم الموضوع : 875
103 - تأملات في قول الله تعالى : ظهر الفساد في البرو البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون
التاريخ : 19/12/2015
الساعة : 23:39:00
أ.عبد العزيز

الحبر الترجمان الحبر الترجمان

أخر تواجد :

10:45 -- 08/01/2024


تاريخ التسجيل :

01/01/1970

المواضيع

87

المشاركات

429

عدد النقاط :

6470

المستوى :
  • قال الثعالبي في فقه اللغة 

    الباب الأول في الكليات وهي  : ما أطلق أئمة اللغة في تفسيره لفظة كل
    الفصل الأول : فيما نطق به القرآن من ذلك
    وجاء تفسيره عن ثقات الأئمة

    كل ما علاك فأظلك فهو سماء ،كل أرض مستوية فهي صعيد، كل حاجز بين الشيئين فهو موبق ،كل بناء مربع فهو كعبة، كل بناء عال فهو صرح ،كل شيء دب على وجه الأرض فهو دابة، كل ما غاب عن العيون وكان محصلاً في القلوب فهو غيب، كل ما يستحيا من كشفه من أعضاء الإنسان فهو عورة ،كل ما امتير عليه من الإبل والخيل والحمير فهو عير، كل ما يستعار من قدوم أو شفرة أو قدر أو قصعة ماعون ،كل حرام قبيح الذكر يلزم منه العار كثمن الكلب والخنزير والخمر فهو سحت، كل شيء من متاع الدنيا فهو عرض، كل أمر لا يكون مواقفاً للحق فهو فاحشة، كل شيء تصير عاقبته إلى الهلاك فهو تهلكة، كل ما هيجت به النار إذا أوقدتها فهو حصب، كل نازلة شديدة بالإنسان فهي قارعة ،كل ما كان على ساق من نبات الأرض فهو شجر، كل شيء من النخل سوى العجوة فهو اللين واحدته لينة، كل بستان عليه حائط فهو حديقة والجمع حدائق، كل ما يصيد من السباع والطير فهو جارح، والجمع جوارح.

التوقيع :

خير الناس أنفعهم للناس

  لكتابة موضوع جديد في نفس القسم :
الإنتقال إلى أعلى الصفحة
رقم الصفحة :

عدد الأعضاء المسجلين في منتدى المحجة البيضاء :389

عضو ، هؤلاء الأعضاء قاموا بتفعيل عملية التسجيل.


    عدد المواضيع :132 موضوع .

    عدد المشاركات :690 مشاركة .

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : مناظرة في علو الله تعالى و استوائه على عرشه

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الأدلة العقلية و النقلية في إثبات وجود الله سبحانه و تعالى

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تعليم الأرقام من 1 الى 100

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : المخطط الكهربائي لمحرك السيارة

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أين الله؟

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : سبعة يظلهم الله في ظله

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : الوباء و الطاعون

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : أخطاء تمنع من تحقيق حفظ القرآن الكريم

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : ألا بذكر الله تطمئن القلوب

    الموضوع الأكثر تصفحا هو : برنامج تدريبات على جدول كارنوف

    يتصفح المنتدى حاليا : 6 متصفح .