• السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  بسم الله الرحمن الرحيم

  قد تستغرب أخي الكريم هذا العنوان لكنه ذو أهمية بالغة في أحكام الشريعة بل إنه أصل من الأصول في العبادات ، فالله تعالى لا يقبل صلاة العبد بغير طهارة ، فما هي أحكام المياه في الشريعة الإسلامية.

  أول ما ينبغي معرفته هو أن الماء طاهر مطهر و الدليل قوله تعالى :

  الأية 48 وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا

  فالماء في أصله طاهر و به تتم الطهارة الحسية و الطهارة المعنوية ،به تتم الطهارة من الخبث و الحدث ، به تستطيع ازالة النجاسة و به تغتسل أو تتوضاء.

  وعَنْ أبي سعيد الخُدْرِي رضي الله عنه قال: قال رَسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "إنَّ المَاءَ طَهُورٌ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ" أخرَجَهُ الثلاثةُ، وصَححهُ أحمدُ

  هذا الحديث يدل على صدق النبي صلى الله عليه و سلم ، فالماء طاهر لا ينجسه شيء، فالذي يحدث للماء هو أنه يختلط و يمتزج بالأشياء لكن لو قمنا بعملية تنقية للماء كما تفعله مصالح الماء في جميع دول العالم إذ تقوم بتنقية الماء النجس في أحواض ثم تقوم بتوزيعه من جديد على المستهلكين و لا أحد يقول بنجاسته بعد أن تمت عملية التطهير .

  و لهذا يقول الرسول صلى الله عليه و سلم :

   "إنَّ الماءَ لا يُنَجِّسُهُ شيءٌ إلَّا ما غلبَ على رِيحهِ وطَعْمِهِ ولَوْنِهِ"

  هذا الحديث أصل في فقه الطهارة، فالماء طاهر لا ينجسه شيء.

  فإذا تغير طعمه بمعنى المذاق لم يصلح للعبادة ، فلا تجوز الطهارة بالماء  بالمشروبات الغازية و السكرية كما لا تجوز الطهارة بالماء النجس .

  إذا تغير ريحه و لو بالمسك لايصلح للطهارة.

  إذا تغير لونه الطبيعي لم يصلح للطهارة كماء المشروبات مثلا أو الماء الملوث، أو الماء المختلط بالصابون و مستحضراته.

  إذا وجد أحد هذه الشروط في الماء لم يصلح للطهارة و يتأكد عدم جواز الطهارة بالماء إذا اجتمعت هذه الشروط كالماء المتعفن الذي نجد له طعما كريها و لونا غير طبيعيا و ريحا نتنة.

  غير أنه تجوز الطهارة بماء البحر الذي يتميز بالملوحة لأنه طاهر مطهر.

  الطاهر بمعنى أنه في أصله من ماء السماء الذي أنزله الله طاهرا

  المطهر بمعنى أنه يطهر الأشياء من النجاسات فدلو من الماء يكفي لتطهير موضع بول.

خير الناس أنفعهم للناس

• السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  اتماما للفائدة هذا حديث شريف يؤكد طهارة ماء البحر

  عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنَ الْمَاءِ فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا أَفَنَتَوَضَّأُ بِمَاءِ الْبَحْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - :  هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ الْحِلُّ مَيْتَتُهُ .

  رواه الإمام مالك و غيره.

  لقد بين النبي صلى الله عليه و سلم بصيغة المبالغة طهارة ماء البحر فهو طاهر في أصله مطهر لغيره و أفاد عليه الصلاة و السلام بجواب أخر و هو أن ما مات في البحر من الكائنات التي تعيش فيه حلال يجوز أكلها و هذا ما رجحه العلماء أما ما مات فيه من الحيوانات التي لا تعيش في البحر فلا يجوز أكلها.

  إذا مات السمك في البحر جاز أكله كما يجوز الوضوء و الإغتسال بماء البحر.

  هذا الحديث من جوامع كلم النبي  صلى الله عليه و سلم فقد أجاب عن السؤال و أفاد بفائدة لم يسأل عنها السائل و هو حكم ميتة البحر.

  نعلم أن الله حرم الميتة وهو ما مات من الحيوانات كالبقر و الغنم ... إلا أن هذا الحديث خصص ميتة البحر من الأسماك و غيره التي تعيش في البحر بجواز أكلها إذا ما مات في البحر

خير الكلام ما قل و دل

• مشكور أخي الفاضل على الطرح.

• السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  تقدم الكلام عن طهورية الماء بما تدعمه أحاديث أن الماء لا ينجسه شيء إلا إذا تغير لونه أو طعمه او ريحه و تأكد هذا المعنى و لا شك أن الكل يدرك أن الماء مطهر لغيره و كل أحد يلمس هذا في حياته اليومية إلا أننا سنتحدث عن تطهير الماء للنجاسات بهذا الحديث :

  وعَنْ أنَسِ بن مالك رضي الله عنه، قال: جاء أعْرَابِيٌّ فَبَالَ في طَائِفَةِ المَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم، فَلَمَّا قضى بَوْلَهُ أمرَ النبيُّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم بذَنُوبٍ مَنْ ماءٍ، فَأُهْرِيقَ عليْهِ مُتّفَقٌ علَيْهِ

  تتضح مرة أخرى من خلال هذه الحادثة حكمة النبي صلى الله عليه و سلم و رفقه بالناس فقد علم أن الأعرابي فعل ما فعل لجهله بحكم الشريعة في هذا المجال و أتى بالدواء و هو تعريف ذاك الاعرابي بالحكم مع بيان أن الماء مطهر للنجاسات كما دل عليه الحديث.

  و لذا يستحب الإستنجاء بالماء بدل الإستجمار إذا وجد الماء .

   

خير الكلام ما قل و دل

• السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  من الأداب الشرعية ماورد عن أبي داود، قال النبي صلى الله عليه و سلم :

  لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه.

  و الماء الدائم هنا يراد به الماء الراكد الساكن الذي لا يجري كما يوضحه ما جاء في الصحيحين :

  وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "لا يَغْتَسِلْ أَحَدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ وَهُوَ جُنُبٌ" أخرجه مُسْلِمٌ. وللبخاريِّ: "لا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ في الماءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فيه". ولِمُسْلِمٍ: "مِنْهُ".

   

   

خير الناس أنفعهم للناس

• وعن رَجُلٍ صَحِبَ النبيَّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم قال: نَهَى رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم: "أنْ تَغْتَسِلَ المَرْأةُ بفَضْلِ الرَّجلِ، أوِ الرَّجُلُ بِفَضْلِ المرأةِ، ولْيَغْتَرِفَا جَميعاً" أخرجهُ أبو داودَ والنّسائيُّ، وإسْنَادُهُ صحيحٌ.

   

خير الكلام ما قل و دل