اختر السورة


برنامج تلاوة القرآن الكريم
برنامج مراجعة القرآن الكريم
برنامج استظهار القرآن الكريم
يوم الخميس 18 رمضان 1445 هجرية
? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ??? ???????? ???? ??? ???? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ???????? ??????? ?? ?????? ? ??????????? ????????? ? ??? ?????? ?????? ? ? ??? ??????? ?? ????? ? ???????? ?????? ? ???????? ????? ?? ????? ????? ? ?? ????? ?? ?????? ?????? ???? ????? ?????

مواقع إسلامية

جمعية خيركم
منتدى الأصدقاء
مدونة إبراهيم
مدونة المهاجر

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل و سلم على نبيك محمد و على آله و صحبه أجمعين

أعوذ

لحظة من فضلك



المواد المختارة

المدرسة العلمية :


Safha Test

بسم الله الرحمن الرحيم     السلام عليكم و رحمة الله و بركاته    مرحبا بك أخي الكريم مجددا في موقعك المفضل     المحجة البيضاء     موقع الحبر الترجمان الزاهد الورع عبد الله بن عباس رضي الله عنهما    
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى
الجزء الثالث عشر
خلافة المستعصم بالله
ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

فيها كان ظهور النار من أرض الحجاز التي أضاءت لها أعناق الابل ببصرى كما نطق بذلك الحديث المتفق عليه وقد بسط القول في ذلك الشيخ الامام العلامة الحافظ شهاب الدين أبو شامة المقدسي في كتابه الذيل وشرحه واستحضره من كتب كثيرة وردت متواترة إلى دمشق من الحجاز بصفة أمر هذه النار التي شوهدت معاينة وكيفية خروجها وأمرها وهذا محرر في كتاب دلائل النبوة من السيرة النبوية في أوائل هذا الكتاب ولله الحمد والمنة وملخص ما أورده أبو شامة انه قال وجاء إلى دمشق كتب من المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام بخروج نار عندهم في خامس جمادي الاخرة من هذه السنة وكتبت الكتب في خامس رجب والنار بحالها ووصلت الكتب إلينا في عاشر شعبان ثم قال
بسم الله الرحمن الرحيم ورد إلى مدينة دمشق في أوائل شعبان من سنة أربع وخمسين وستمائة كتب من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها شرح أمر عظيم حدث بها فيه تصديق لما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء لها اعناق الابل ببصرى فأخبرني من أثق به ممن شاهدها أنه بلغه أنه كتب بتيماء على ضوئها الكتب قال وكنا في بيوتنا تلك الليالي وكان في دار كل واحد منا سراج ولم يكن لها حر ولفح على عظمها إنما كانت آية من آيات الله عز وجل قال أبو شامة وهذه صورة ما وقفت عليه من الكتب الواردة فيها
لما كانت ليلة الاربعاء ثالث جمادي الاخرة سنة اربع وخمسين وستمائة ظهر بالمدينة النبوية دوي عظيم ثم زلزلة عظيمة رجفت منها الارض والحيطان والسقوف والاخشاب والابواب ساعة بعد ساعة إلى يوم الجمعة الخامس من الشهر المذكور ثم ظهرت نار عظيمة في الحرة قريبة من قريظة نبصرها من دورنا من داخل المدينة كأنها عندنا وهي نار عظيمة إشعالها أكثر من ثلاث منارات وقد سالت أودية بالنار إلى وادي شظا مسيل الماء وقد مدت مسيل شظا وما عاد يسيل والله لقد طلعنا جماعة نبصرها فإذا الجبال تسيل نيرانا وقد سدت الحرة طريق الحاج العراقي فسارت إلى أن وصلت إلى الحرة فوقفت بعد ما أشفقنا ان تجيء إلينا ورجعت تسيل في الشرق فخرج من وسطها سهود وجبال نيران تأكل الحجارة فيها أنموذج عما أخبر الله تعالى في كتابه إنها ترمي بشرر كالقصر كأنه جمالة صفر وقد أكلت الارض وقد كتبت هذا الكتاب يوم خامس رجب سنة أربع وخمسين وستمائة والنار في زيادة ما تغيرت وقد عادت إلى الحرار في قريظة طريق
عير الحاج العراقي إلى الحرة كلها نيران تشتعل نبصرها في الليل من المدينة كأنها مشاعل الحاج واما ام النار الكبيرة فهي جبال نيران حمر والام الكبيرة التي سالت النيران منها من عند قريظة وقد زادت وما عاد الناس يدرون أي شيء يتم بعد ذلك والله يجعل العاقبة إلى خير فما أقدر أصف هذه النار
قال أبو شامة وفي كتاب آخر فظهر في أول جمعة من جمادي الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة ووقع في شرقي المدينة المشرفة نار عظيمة بينها وبين المدينة نصف يوم انفجرت من الارض وسال منها واد من نار حتى حاذي جبل أحد ثم وقفت وعادت إلى الساعة ولا ندري ماذا نفعل ووقت ما ظهرت دخل أهل المدينة إلى نبيهم عليه الصلاة والسلام مستغفرين تائبين إلى ربهم تعالى وهذه دلائل القيامة
قال وفي كتاب آخر لما كان يوم الاثنين مستهل جمادي الاخرة سنة أربع وخمسين وستمائة وقع بالمدينة صوت يشبه صوت الرعد البعيد تارة وتارة أقام على هذه الحالة يومين فلما كانت ليلة الاربعاء ثالث الشهر المذكور تعقب الصوت الذي كنا نسمعه زلازل فلما كان يوم الجمعة خامس الشهر المذكور انبجست الحرة بنار عظيمة يكون قدرها مثل مسجد رسول الله
ص وهي برأي العين من المدينة نشاهدها وهي ترمي بشرر كالقصر كما قال الله تعالى وهي بموضع يقال له أجيلين وقد سال من هذه النار واد يكون مقداره اربع فراسخ وعرضه أربعة أميال وعمقه قامة ونصف وهي تجري على وجه الارض ويخرج منها أمها دوجبال صغار وتسير على وجه الارض وهو صخر يذوب حتى يبقى منك الانك فإذا جمد صار اسود وقبل الجمود لونه أحمر وقد حصل بسبب هذه النار إقلاع عن المعاصي والتقرب إلى الله تعالى بالطاعات وخرج امير المدينة عن مظالم كثيرة إلى أهلها
قال الشيخ شهاب الدين أبو شامة ومن كتاب شمس الدين بن سنان بن عبد الوهاب بن نميلة الحسيني قاضي المدينة إلى بعض اصحابه لما كانت ليلة الاربعاء ثالث جمادي الاخرة حدث بالمدينة بالثلث الاخير من الليل زلزلة عظيمة أشفقنا منها وباتت باقي تلك الليلة تزلزل كل يوم وليلة قدر عشر نوبات والله لقد زلزلت مرة ونحن حول حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرب لها المنبر إلى أن أوجسنا منه إذ سمعنا صوتا للحديد الذي فيه واضطربت قناديل الحرم الشريف وتمت الزلزلة إلى يوم الجمعة ضحى ولها دوي مثل دوي الرعد القاصف ثم طلع يوم الجمعة في طريق الحرة
في رأس اجيلين نار عظيمة مثل المدينة العظيمة ومابانت لنا إلا ليلة السبت وأشفقنا منها وخفنا خوفا عظيما وطلعت إلى الامير كلمته وقلت له قد احاط بنا العذاب ارجع إلى الله تعالى فاعتق كل مماليكه ورد على جماعة أموالهم فلما فعل ذلك قلت اهبط الساعة معنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهبط وبتنا ليلة السبت والناس جميعهم والنسوان واولادهم وما بقي احد لا في النخيل ولا في المدينة إلا عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم سال منها نهر من نار وأخذ في وادي اجيلين وسد الطريق ثم طلع إلى بحرة الحاج وهو بحر نار يجري وفوقه جمر يسير إلى أن قطعت الوادي وادي الشظا وما عاد يجيء في الوادي سيل قط لأنها حضرته نحو قامتين وثلث علوها والله يا أخي إن عيشتنا اليوم مكدرة والمدينة قد تاب جميع أهلها ولا بقي يسمع فيها رباب ولا دف ولا شرب وتمت النار تسيل إلى أن سدت بعض طريق الحاج وبعض بحرة الحاج وجاء في الوادي إلينا منها يسير وخفنا أنه يجيئنا فاجتمع الناس ودخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم وتابوا عنده جميعهم ليلة الجمعة وأما قتيرها الذي مما يلينا فقد طفيء بقدرة الله وأنها إلى الساعة وما نقصت إلا ترى مثل الجمال حجارة ولها دوي ما يدعنا نرقد ولا نأكل ولا نشرب وما أقدر أصف لك عظمها ولا ما فيها من الاهوال وأبصرها أهل ينبع وندبوا قاضيهم ابن أسعد وجاء وعدا إليها وما صبح يقدر يصفها من عظمها وكتب الكتاب يوم خامس رجب وهي على حالها والناس منها خائفون والشمس والقمر من يوم ما طلعت ما يطلعان إلا كاسفين فنسأل الله العافية
قال أبو شامة وبان عندنا بدمشق أثر الكسوف من ضعف نورها على الحيطان وكنا حيارى من ذلك إيش هو إلى أن جاءنا هذا الخبر عن هذه النار
قلت وكان أبو شامة قد أرخ قبل مجيء الكتب بأمر هذه النار فقال وفيها في ليلة الاثنين السادس عشر من جمادي الاخرة خسف القمر أول الليل وكان شديد الحمرة ثم انجلى وكسفت الشمس وفي غده احمرت وقت طلوعها وغروبها وبقيت كذلك اياما متغيرة اللون ضعيفة النور والله على كل شيء قدير ثم قال واتضح بذلك ما صوره الشافعي من اجتماع الكسوف والعيد واستبعده اهل النجامة
ثم قال أبو شامة ومن كتاب آخر من بعض بني الفاشاني بالمدينة يقول فيه وصل إلينا في جمادي الاخرة نجابة من العراق وأخبروا عن بغداد أنه أصابها غرق عظيم حتى طفح الماء من أعلى أسوار بغداد إليها وغرق كثير منها ودخل الماء دار الخلافة وسط البلد وانهدمت دار الوزير وثلثمائة وثمانون دارا وانهدم مخزن الخليفة وهلك من خزانة السلاح شيئ كثير وأشرف الناس
على الهلاك وعادت السفن تدخل إلى وسط البلدة وتخترق أزقة بغداد قال وأما نحن فإنه جرى عندنا أمر عظيم لما كان بتاريخ ليلة الاربعاء الثالث من جمادي الاخرة ومن قبلها بيومين عاد الناس يسمعون صوتا مثل صوت الرعد فانزعج لها الناس كلهم وانتبهوا من مراقدهم وضج الناس بالاستغفار إلى الله تعالى وفزعوا إلى المسجد وصلوا فيه وتمت ترجف بالناس ساعة بعد ساعة إلى الصبح وذلك اليوم كله يوم الاربعاء وليلة الخميس كلها وليلة الجمعة وصبح يوم الجمعة ارتجت الارض رجة قوية إلى أن اضطرب منار المسجد بعضه ببعض وسمع لسقف المسجد صرير عظيم وأشفق الناس من ذنوبهم وسكنت الزلزلة بعد صبح يوم الجمعة إلى قبل الظهر ثم ظهرت عندنا بالحرة وراء قريظة على طريق السوارقية بالمقاعد مسيرة من الصبح إلى الظهر نار عظيمة تنفجر من الارض فارتاع لنا الناس روعة عظيمة ثم ظهر لها دخان عظيم في السماء ينعقد حتى يبقى كالسحاب الابيض فيصل إلى قبل مغيب الشمس من يوم الجمعة ثم ظهرت النار لها ألسن تصعد في الهواء إلى السماء حمراء كأنها القلعة وعظمت وفزع الناس إلى المسجد النبوي وإلى الحجرة الشريفة واستجار الناس بها وأحاطوا بالحجرة وكشفوا رؤسهم واقروا بذنوبهم وابتهلوا إلى الله تعالى واستجاروا نبيه عليه الصلاة والسلام وأتى الناس إلى المسجد من كل فج ومن النخل وخرج النساء من البيوت والصبيان واجتمعوا كلهم وأخلصوا إلى الله وغطت حمرة النار السماء كلها حتى بقي الناس في مثل ضوء القمر وبقيت السماء كالعلقة وأيقن الناس بالهلاك أو العذاب وبات الناس تلك الليلة بين مصل وتال للقرآن وراكع وساجد وداع إلى الله عز وجل ومتنصل من ذنوبه ومستغفر وتائب ولزمت النار مكانها وتناقص تضاعفها ذلك ولهيبها وصعد الفقيه والقاضي إلى الامير يعظونه فطرح المكس واعتق مماليكه كلهم وعبيده ورد علينا كل ما لنا تحت يده وعلى غيرنا وبقيت تلك النار على حالها تلتهب التهابا وهي كالجبل العظيم ارتفاعا و كالمدينة عرضا يخرج منها حصى يصعد في السماء ويهوى فيها ويخرج منها كالجبل العظيم نار ترمي كالرعد وبقيت كذلك أياما ثم سالت سيلانا إلى وادي اجلين تنحدر مع الوادي إلى الشظا حتى لحق سيلانها بالبحرة بحرة الحاج والحجارة معها تتحرك وتسير حتى كادت تقارب حرة العريض ثم سكنت ووقفت أياما ثم عادت ترمي بحجارة خلفها وأمامها حتى بنت لها جبلين وما بقي يخرج منها من بين الجبلين لسان لها أياما ثم إنها عظمت وسناءها إلى الان وهي تتقد كاعظم ما يكون ولها كل يوم صوت عظيم في آخر الليل إلى ضحوة ولها عجائب ما أقدر أن أشرحها لك على الكمال وإنما هذا طرف يكفي والشمس والقمر كأنهما منكسفان إلى الان وكتب هذا الكتاب ولها شهر وهي في مكانها ما تتقدم ولا تتأخر وقد قال فيها بعضهم أبياتا
يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنا * لقد أحاطت بنا يا رب بأساء
نشكو إليك خطوبا لا نطيق لها * حملا ونحن بها حقا أحقاء
زلازل تخشع الصم اصلاب لها * وكيف يقوى على الزلزال شماء
أقام سبعا يرج في الأرض فانصدعت * عن منظر منه عين الشمس عشواه
بحر من النار تجري فوقه سفن من الهضاب لها في الأرض أرساء
كأنما فوقه الأحبال يرج الارض فانصدعت * عن منظر منه عين الشمس عشواء
بحر من النار تجري فوقه سفن * من الهضاب لها في الارض أرساء
كأنما فوقه الاجبال طافية * موج عليه لفرط البهج وعثاء
ترمي لها شررا كالقصر طائشة * كأنها ديمة تنصب هطلاء
تنشق منها قلوب الصخر إن زفرت رعبا وترعد مثل السعف أضواء
منها تكاثف في الجو الدخان إلى * أن عادت الشمس منه وهي دهماء
قد اثرت سفعة في البدر لفحتها * فليلة التم بعد النور ليلاء
تحدث النيرات السبع ألسنها * بما يلاقى بها تحت الثرى الماء
وقد احاط لظاها بالبروج إلى * أن كاد يلحقها بالارض إهواء
فيالها آية من معجزات رسو * ل الله يعقلها القوم الالباء
فباسمك الاعظم المكنون إن عظمت * منا الذنوب وساء القلب أسواء
فاسمح وهب وتفضل وامح واعف وجد * واصفح فكل لفرط الجهل خطاء
فقوم يونس لما آمنوا كشف ال * العذاب عنهم وعم القوم نعماء
ونحن امة هذا المصطفى ولنا * منه إلى عفوك المرجو دعاء
هذا الرسول الذي لولاه ما سلكت * محجة في سبيل الله بيضاء
فارحم وصل على المختار ما خطبت * على علا منبر الاوراق ورقاء
قلت والحديث الوارد في أمر هذه النار مخرج في الصحيحين من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الابل ببصرى وهذا لفظ البخاري
وقد وقع هذا في هذه السنة أعني سنة أربع وخمسين وستمائة كما ذكرنا وقد أخبرني قاضي القضاة صدر الدين علي بن أبي القاسم التميمي الحنفي الحاكم بدمشق في بعض الايام في المذاكرة وجرى ذكر هذا الحديث وما كان من أمر هذه النار في هذه السنة فقال سمعت رجلا من الأعراب يخبر والدي ببصرى في تلك الليالي أنهم رأوا أعناق الابل في ضوء هذه النار التي ظهرت في أرض الحجاز قلت وكان مولده في سنة ثنتين وأربعين وستمائة وكان والده مدرسا للحنفية ببصرى وكذلك
كان جده وهو قد درس بها أيضا ثم انتقل إلى دمشق فدرس بالصادرية وبالمعدمية ثم ولى قضاء القضاة الحنفية وكان مشكور السيرة في الاحكام وقد كان عمره حين وقعت هذه النار بالحجاز ثنتا عشرة سنة ومثله ممن يضبط ما يسمع من الخبر أن الاعرابي أخبر والده في تلك الليالي وصلوات الله وسلامه على نبيه سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
ومما نظمه بعض الشعراء في هذه النار الحجازية وغرق بغداد قوله
سبحان من اصبحت مشيئته * جارية في الورى بمقدار
اغرق بغداد بالمياه كما * أحرق أرض الحجاز بالنار
قال أبو شامة والصواب أن يقال * في سنة أغرق العراق وقد
أحرق أرض الحجاز بالنار
وقال ابن الساعي في تاريخ سنة اربع وخمسين وستمائة في يوم الجمعة ثامن عشر رجب يعني من هذه السنة كنت جالسا بين يدي الوزير فورد عليه كتاب من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم صحبة قاصد يعرف بقيماز العلوى الحسني المدني فناوله الكتاب فقرأه وهو يتضمن ان مدينة الرسول
ص زلزلت يوم الثلاثاء ثاني جمادي الاخرة حتى ارتج القبر الشريف النبوي وسمع صرير الحديد وتحركت السلاسل وظهرت نار على مسيرة أربع فراسخ من المدينة وكانت ترمي بزبد كأنه رؤس الجبال ودامت خمسة عشر يوما قال القاصد وجئت ولم تنقطع بعد بل كانت على حالها وساله إلى أي الجهات ترمي فقال إلى جهة الشرق واجتزت عليها أنا ونجابة اليمن ورمينا فيها سعفة فلم تحرقها بل كانت تحرق الحجارة وتذيبها وأخرج قيماز المذكور شيئا من الصخر المحترق وهو كالفحم لونا وخفة قال وذكر في الكتاب وكان بخط قاضي المدينة أنهم لما زلزلوا دخلوا الحرم وكشفوا رؤسهم واستغفروا وأن نائب المدينة أعتق جميع ممالكيه وخرج من جميع المظالم ولم يزالوا مستغفرين حتى سكنت الزلزلة إلا أن النار التي ظهرت لم تنقطع وجاء القاصد المذكور ولها خمسة عشر يوما وإلى الان قال ابن الساعي وقرأت بخط العدل محمود بن يوسف بن الامعاني شيخ حرم المدينة النبوية على ساكنها أفضل الصلاة والسلام يقول إن هذه النار التي ظهرت بالحجاز آية عظيمة وإشارة صحيحة دالة على اقتراب الساعة فالسعيد من انتهز الفرصة قبل الموت وتدارك أمره باصلاح حاله مع الله عز وجل قبل الموت وهذه النار في ارض ذات حجر لا شجر فيها ولا نبت وهي تأكل بعضها بعضا إن لم تجد ما تأكله وهي تحرق الحجارة وتذيبها حتى تعود كالطين المبلول ثم يضربه الهواء حتى يعود كخبث الحديد الذي يخرج من الكير فالله يجعلها عبرة للمسلمين ورحمة للعالمين بمحمد وآله الطاهرين
قال أبو شامة وفي ليلة الجمعة مستهل رمضان من هذه السنة احترق مسجد المدينة على ساكنه أفضل الصلاة والسلام ابتدأ حريقه من زاويته الغربية من الشمال وكان دخل احد القومة إلى خزانة ثم ومعه نار فعلقت في الابواب ثم واتصلت بالسقف بسرعة ثم دبت في السقوف وأخذت قبلة فأعجلت الناس عن قطعها فما كان إلا ساعة حتى احترقت سقوف المسجد اجمع ووقعت بعض أساطينه وذاب رصاصها وكل ذلك قبل أن ينام الناس واحترق سقف الحجرة النبوية ووقع ما وقع منه في الحجرة وبقي على حاله حتى شرع في عمارة سقفه وسقف المسجد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام واصبح الناس فعزلوا موضعا للصلاة وعد ما وقع من تلك النار الخارجة وحريق المسجد من جملة الايات وكأنها كانت منذرة بما يعقبها في السنة الاتية من الكائنات على ما سنذكره هذا كلام الشيخ شهاب الدين أبي شامة وقد قال أبو شامة في الذي وقع في هذه السنة وما بعدها شعرا وهو قوله
بعد ست من المئين والخمس * ين لدى أربع جرى في العام
نار أرض الحجاز مع حرق المس * جد معه تغريق دار السلام
ثم أخذ التتار بغداد في أو * ل عام من بعد ذاك وعام
لم يعن أهلها وللكفر أعوا * ن عليهم ياضيعة الاسلام
وانقضت دولة الخلافة منها * صار مستعصم بغير اعتصام
فحنانا على الحجاز ومصر * وسلاما على بلاد الشام
رب سلم وصن وعاف بقايا * المدن ياذا الجلال والاكرام
وفي هذه السنة كملت المدرسة الناصرية الجوانية داخل باب الفراديس وحضر فيها الدرس واقفها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غياث الدين غازي ابن الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شادي فاتح بيت المقدس ودرس فيها قاضي البلد صدر الدين ابن سناء الدولة وحضر عنده الأمراء والدولة والعلماء وجمهور أهل الحل والعقد بدمشق وفيها أمر بعمارة الرباط الناصري بسفح قاسيون
وممن توفي في هذه السنة من الأعيان

عدد المشاهدات *:
295763
عدد مرات التنزيل *:
0
حجم الخط :

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 18/04/2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة

- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 18/04/2013

البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى

روابط تنزيل : ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة
 هذا رابط   لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
أرسل إلى صديق
. بريدك الإلكتروني :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
. بريد صديقك :   أدخل بريد إلكتروني صحيح من فضلك
اضغط هنا للطباعة طباعة
 هذا رابط  ثم دخلت سنة أربع وخمسين وستمائة لمن يريد استعماله في المواقع و المنتديات
يمكنكم استخدام جميع روابط المحجة البيضاء في مواقعكم بالمجان
البداية و النهاية للحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى


@designer
1