قال المؤلف رحمه الله تعالى : باب فضل الرجاء ، لما ذكر رحمه الله النصوص الدالة على الرجاء وعلى سعة فضل الله وكرمه ، ذكر فضل الرجاء ، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون طامعاً في فضل الله عز وجل راجياً ما عنده .
ثم ذكر قول العبد الصالح وهو الرجل المؤمن من آل فرعون الذي يكتم إيمانه ، وكان ناصحاً لقومه ، يناصحهم ويبين لهم بالبرهان ما هم عليه من الباطل ، وما عليه موسى من الحق ، وفي النهاية قال لهم : (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) [غافر:44] .
( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) يعني : أجعله مفوضاً إليه ، لا أعتمد على غيره ، ولا أرجو إلا إياه ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) قال الله تعالى : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) أي : سيئات مكرهم ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) [غافر:45] .
ثم ذكر حديث أبي هريرة أن الله تعالى قال في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني )) . أنا عند ظن عبدي بي : يعني أن الله عند ظن عبده به ؛ إن ظن به خيراً فله ، وإن ظن به سوى ذلك فله ، ولكن متى يحسن الظن بالله عز وجل ؟
يحسن الظن بالله إذا فعل ما يوجب فضل الله ورجاءه ،فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله ، أما أن يحسن الطن وهو لا يعمل ؛ فهذا من باب التمني على الله ، ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو عاجز .
حسن الظن بأن يوجد من الإنسان عمل يقتضي حسن الظن بالله عز وجل ، فمثلاً إذا صليت أحسن الظن بالله بأن الله يقبلها منك ، إذا صمت فكذلك ، إذا تصدقت فكذلك ، إذا عملت عملاً صالحاً أحسن الظن بأن الله تعالى يقبل منك ، أما أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مالٍ يرجعون إليه .
ثم ذكر أن الله سبحانه وتعالى أكرم من عبده ، فإذا تقرب الإنسان إلى الله شبراً ؛ تقرب الله منه ذراعاً ، وإن تقرب منه ذراعا ً، تقرب منه باعاً ، وإن أتاه يمشي أتاه يهرول عز وجل ، فهو أكثر كرما وأسرع إجابة من عبده.
وهذه الأحاديث وأمثالها مما يؤمن يه أهل السنة والجماعة على أنه حق حقيقة لله عز وجل ، لكننا لا ندري كيف تكون هذه الهرولة ، وكيف يكون هذا التقرب ، فهو أمر ترجع كيفيته إلى الله ، وليس لنا أن نتكلم فيه ، لكن نؤمن بمعناه ونفوض كيفيته ، إلى الله عز وجل .
ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يحسن الظن بالله أن يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ، ولكن مع فعل الأسباب التي توجب ذلك . نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة .
(292) رواه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) ، رقم ( 7405 ) ، ومسلم ، كتاب التوبة ، باب الحث على ذكر الله ، رقم ( 2675).
(293) رواه مسلم ، كتاب الجنة ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت ، رقم ( 2877 ) .
(294) رواه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في فضل التوبة والاستغفار ، رقم ( 3540) .
ثم ذكر قول العبد الصالح وهو الرجل المؤمن من آل فرعون الذي يكتم إيمانه ، وكان ناصحاً لقومه ، يناصحهم ويبين لهم بالبرهان ما هم عليه من الباطل ، وما عليه موسى من الحق ، وفي النهاية قال لهم : (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) [غافر:44] .
( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) يعني : أجعله مفوضاً إليه ، لا أعتمد على غيره ، ولا أرجو إلا إياه ( إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) قال الله تعالى : ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) أي : سيئات مكرهم ( وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ) [غافر:45] .
ثم ذكر حديث أبي هريرة أن الله تعالى قال في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني )) . أنا عند ظن عبدي بي : يعني أن الله عند ظن عبده به ؛ إن ظن به خيراً فله ، وإن ظن به سوى ذلك فله ، ولكن متى يحسن الظن بالله عز وجل ؟
يحسن الظن بالله إذا فعل ما يوجب فضل الله ورجاءه ،فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله ، أما أن يحسن الطن وهو لا يعمل ؛ فهذا من باب التمني على الله ، ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو عاجز .
حسن الظن بأن يوجد من الإنسان عمل يقتضي حسن الظن بالله عز وجل ، فمثلاً إذا صليت أحسن الظن بالله بأن الله يقبلها منك ، إذا صمت فكذلك ، إذا تصدقت فكذلك ، إذا عملت عملاً صالحاً أحسن الظن بأن الله تعالى يقبل منك ، أما أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مالٍ يرجعون إليه .
ثم ذكر أن الله سبحانه وتعالى أكرم من عبده ، فإذا تقرب الإنسان إلى الله شبراً ؛ تقرب الله منه ذراعاً ، وإن تقرب منه ذراعا ً، تقرب منه باعاً ، وإن أتاه يمشي أتاه يهرول عز وجل ، فهو أكثر كرما وأسرع إجابة من عبده.
وهذه الأحاديث وأمثالها مما يؤمن يه أهل السنة والجماعة على أنه حق حقيقة لله عز وجل ، لكننا لا ندري كيف تكون هذه الهرولة ، وكيف يكون هذا التقرب ، فهو أمر ترجع كيفيته إلى الله ، وليس لنا أن نتكلم فيه ، لكن نؤمن بمعناه ونفوض كيفيته ، إلى الله عز وجل .
ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يحسن الظن بالله أن يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى ، ولكن مع فعل الأسباب التي توجب ذلك . نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة .
(292) رواه البخاري ، كتاب التوحيد ، باب قول الله تعالى : ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ) ، رقم ( 7405 ) ، ومسلم ، كتاب التوبة ، باب الحث على ذكر الله ، رقم ( 2675).
(293) رواه مسلم ، كتاب الجنة ، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت ، رقم ( 2877 ) .
(294) رواه الترمذي ، كتاب الدعوات ، باب في فضل التوبة والاستغفار ، رقم ( 3540) .

348031

165878

* : عدد المشاهدات و التنزيل منذ 21 ماي 2013 ، هذا العدد لمجموع المواد المتعلقة بموضوع المادة
- تم تسجيل هذه المادة بالموقع بتاريخ : 20/04/2015