ثم دخلت سنة سبع وخمسين وأربعمائة
 
فيها سار جماعة من العراق إلى الحج بخفارة فلم يمكنهم المسير فعدلوا إلى الكوفة ورجعوا وفي ذي الحجة منها شرع في بناء المدرسة النظامية ونقض لأجلها دور كثيرة من مشرعة الزوايا وباب البصرة وفيها كانت حروب كثيرة بين تميم بن العزيز وباديس واولاد حماد والعرب والمغاربة بصنهاجة وزناتة وحج بالناس من بغداد النقيب أبو الغنائم وفيها كان مقتل عميد الملك الكندري وهو منصور بن محمد أبو نصر الكندري وزير طغرلبك وكان مسجونا سنة تامة ولما قتل حمل فدفن عند أبيه بقرية كندرة من عمل طريثيث وليست بكندرة التي هي بالقرب من قزوين واستحوذ السلطان على أمواله وحواصله وقد كان
ذكيا فصيحا شاعرا لديه فضائل جمة حاضر الجواب سريعه لما ارسله طغرلبك إلى الخليفة يطلب ابنته وامتنع الخليفة من ذلك وانشد متمثلا بقول الشاعر ما كل ما يتمنى المرء يدركه
فأجابه الوزير تمام قوله تجري الرياح بما لا يشتهى السفن
فسكت الخليفة وأطرق قتل عن نيف وأربعين سنة ومن شعره قوله
ان كان في الناس ضيق عن منافستي * فالموت قد وسع الدنيا على الناس
مضيت والشامت المغبون يتبعنى * كل لكاس المنايا شاربا حاسى
وقد بعثه الملك طغرلبك يخطب له امرأة خوارزم شاه فتزوجها هو فخصاه الملك وأمره على عمله فدفن ذكره بخوارزم وسفح دمه حين قتل بمروالروذ ودفن جسده بقريته وحمل رأسه فدفن بنيسابور ونقل قحف رأسه إلى كرمان وأنا اشهد ان الله جامع الخلائق إلى ميقات يوم معلوم أين كانوا وحيث كانوا وعلى أي صفة كانوا وعلى اى صفة كانوا سبحانه وتعالى