( باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه )
 
[ 2769 ] قوله ( ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام ) أى تبايعنا عليه وتعاهدنا وليلة العقبة هي الليلة التى بايع رسول الله صلى الله عليه و سلم الأنصار
(17/87)

فيها على الاسلام وأن يودوه وينصروه وهى العقبة التى فى طرف منى التى يضاف اليها جمرة العقبة وكانت بيعة العقبة مرتين فى سنتين فى السنة الأولى كانوا اثنى عشر وفى الثانية سبعين كلهم من الأنصار رضى الله عنهم قوله ( وان كانت بدر أذكر ) أى أشهر عند الناس بالفضيلة قوله ( واستقبل سفرا بعيدا ومفازا ) أى برية طويلة قليلة الماء يخاف فيها الهلاك وسبق قريبا بيان الخلاف في تسميتها مفازة ومفازا قوله ( فجلا للمسلمين أمرهم ) هو بتخفيف اللام أى كشفه وبينه وأوضحه وعرفهم ذلك على وجهه من غير تورية يقال جلوت الشيء كشفته قوله ( ليتأهبوا أهبة غزوهم ) الأهبة بضم الهمزة وإسكان الهاء أي ليستعدوا بما يحتاجون إليه في سفرهم ذلك قوله فأخبرهم بوجههم أي بمقصدهم قوله يريد بذلك الديوان ) هوبكسر الدال على المشهور وحكى فتحها وهو فارسي معرب وقيل عربى قوله ( فقل رجل يريد أن يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له ما لم ينزل فيه وحي من الله تعالى ) قال القاضي هكذا هو فى جميع نسخ مسلم وصوابه ألا يظن أن ذلك سيخفى له بزيادة الا وكذا رواه البخارى
(17/88)

( فأنا اليها أصعر ) أى أميل قوله ( حتى استمر بالناس الجد ) بكسر الجيم قوله ( ولم أقض من جهازى شيئا ) بفتح الجيم وكسرها أى أهبة سفرى قوله ( تفارة الغزو ) أى تقدم الغزاته سبقوا وفاتوا قوله ( رجلا مغموصا عليه فى النفاق ) أى متهمابه وهو بالغين المعجمة والصاد المهملة قوله ( ولم يذكرنى حتى بلغ تبوكا ) هكذا هو فى أكثر النسخ تبوكا بالنصب وكذا هو فى نسخ البخارى وكأنه صرفها لارادة الموضع دون البقعة قوله والنظر فى عطفيه أى جانبيه وهو اشارة إلى إعجابه بنفسه ولباسه قوله ( فقال له معاذ بن جبل بئس ما قلت ) هذا دليل لردغيبة المسلم الذى ليس بمتهتك فى الباطل وهو من مهمات الآداب وحقوق الاسلام قوله ( راى رجلا مبيضا يزول به السراب ) المبيض
(17/89)

بكسر الباء هو لابس البياض ويقال هم المبيضة والمسودة بالكسر فيهما أى لا بسوا البياض والسواد ويزول به السراب أى يتحرك وينهض والسراب هو ما يظهر للانسان فى الهواجر فى البرارى كأنه ماء قوله صلى الله عليه و سلم ( كن أبا خيثمة ) قيل معناه أنت أبو خيثمة قال ثعلب العرب تقول كن زيدا أى أنت زيد قال القاضي عياض والأشبه عندى أن كن هنا للتحقق والوجود أى لتوجد يا هذا الشخص أبا خيثمة حقيقة وهذا الذى قاله القاضي هو الصواب وهو معنى قول صاحب التحرير تقديره اللهم اجعله أبا خيثمة وأبو خيثمة هذا اسمه عبد الله بن خيثمة وقيل مالك بن قيس قال بعض الحفاظ وليس فى الصحابة من يكنى أبا خيثمة ألا أثنان أحدهما هذا والثانى عبد الرحمن بن أبى سبرة الجعفى قوله ( لمزه المنافقون ) أى عابوه واحتقروة قوله ( توجه قافلا ) أى راجعا قوله ( حضرنى بثى ) أى أشد الحزن قوله ( قد أظل قادما زاح عنى الباطل ) فقوله أظل بالظاء المعجمة أى أقبل ودنا قدومه كأنه ألقى على ظله وزاح أى زال قوله ( فأجمعت صدقه ) أى عزمت عليه يقال
(17/90)

أجمع أمره وعلى أمره وعزم عليه بمعنى قوله ( لقد أعطيت جدلا ) أى فصاحة وقوة فى الكلام وبراعة بحيث أخرج عن عهدة ما ينسب إلى اذا أردت قوله ( تبسم تبسم المغضب ) هو بفتح الضاد أى الغضبان قوله ( ليوشكن ) هو بكسر الشين أى ليسر عن قوله ( تجد على فيه ) هو بكسر الجيم وتخفيف الدال أى تغضب قوله ( انى لأرجو فيه عقبى الله ) أى أن يعقبني خيرا وأن يثبتنى عليه قوله ( فوالله ما زالوا يؤنبوننى ) هو بهمز بعد الياء ثم نون ثم موحدة
(17/91)

أى يلوموننى أشد اللوم قوله ( فى الرجلين صاحبى كعب هما مرارة بن ربيعة العامرى ) هكذا هو فى جميع نسخ مسلم العامرى وأنكره العلماء وقالوا هو غلط انما صوابه العمرى بفتح العين وإسكان الميم من بنى عمرو بن عوف وكذا ذكره البخارى وكذا نسبه محمد بن إسحاق وبن عبدالبر وغيرهما من الأئمة قال القاضي هو الصواب وان كان القابسى قد قال لا أعرفه إلا العامري فالذى غيره الجمهور أصح وأما قوله مرارة بن ربيعة فكذا وقع فى نسخ مسلم وكذا نقله القاضي عن نسخ مسلم ووقع فى البخارى بن الربيع قال بن عبدالبر يقال بالوجهين ومرارة بضم الميم وتخفيف الراء المكررة قوله ( وهلال بن أمية الواقفى ) هو بقاف ثم فاء منسوب إلى واقف بطن من الأنصار وهو هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلى بن عامر بن كعب بن واقف واسم واقف مالك بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري قوله ( ونهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن كلامنا أيها الثلاثة ) قال القاضي هو بالرفع وموضعه نصب على الاختصاص قال سيبويه نقلا عن العرب اللهم اغفرلنا أيتها العصابة وهذا مثله وفى هذا هجران أهل البدع والمعاصى قوله ( حتى تنكرت لى فى نفسى الأرض فما هي بالأرض التى أعرف ) معناه تغير على كل شيء حتى الأرض فانها توحشت على وصارت كأنها أرض لم أعرفها لتوحشها على قوله ( فأما صاحباى فاستكانا ) أى خضعا قوله ( أشب القوم وأجلدهم
(17/92)

أى أصغرهم سنا وأقواهم قوله ( تسورت جدار حائط أبى قتادة ) معنى تسورته علوته وصعدت سوره وهو أعلاه وفيه دليل لجواز دخول الانسان بستان صديقه وقريبه الذى يدل عليه ويعرف أنه لايكره له ذلك بغير إذنه بشرط أن يعلم أنه ليس له هناك زوجة مكشوفة ونحوذلك قوله ( فسلمت عليه فوالله ما رد على السلام ) لعموم النهى عن كلامهم وفيه أنه لايسلم على المبتدعة ونحوهم وفيه أن السلام كلام وأن من حلف لايكلم إنسانا فسلم عليه أورد عليه السلام حنث قوله ( أنشدك بالله هو بفتح الهمزة وضم الشين أى أسألك الله وأصله من النشيد وهو الصوت قوله ( الله ورسوله أعلم ) قال القاضي لعل أبا قتادة لم يقصد بهذا تكليمه لأنه منهى عن كلامه وانما قال ذلك لنفسه لما ناشده الله فقال أبو قتادة مظهرا لاعتقاده لا ليسمعه ولو حلف رجل لا يكلم رجلا فسأله عن شيء فقال الله أعلم يريد إسماعه وجوابه حنث قوله ( نبطى من نبط أهل الشام ) يقال النبط والأنباط والنبيط وهم فلاحو العجم قوله ( ولم يجعلك الله
(17/93)

بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا نواسك ) المضيعة فيها لغتان إحداهما كسرالضاد وإسكان الياء والثانية باسكان الضاد وفتح الياءأى فى موضع رحال يضاع فيه حقك وقوله نواسك وفى بعض النسخ نواسيك بزيادة ياء وهو صحيح أى ونحن نواسيك وقطعه عن جواب الأمر ومعناه نشاركك فيما عندنا قوله ( فتياممت بها التنور فسجرتها ) هكذا هو فى جميع النسخ ببلادنا وهى لغة فى تيممت ومعناهما قصدت ومعنى سجرتها أى أحرقتها وأنث الضميرلأنه أراد معنى الكتاب وهو الصحيفة قوله ( واستلبث الوحى ) أى أبطأ قوله ( فقلت لامرأتى الحقى بأهلك فكونى عندهم حتى يقضى الله فى هذا الأمر ) هذا دليل على أن هذا اللفظ ليس صريحا فى الطلاق وانما هو كناية ولم ينو به
(17/94)

الطلاق فلم يقع قوله ( وأنا رجل شاب ) يعنى أنى قادر على خدمة نفسى وأخاف أيضا على نفسى من حدة الشباب ان أصبت امرأتى وقد نهيت عنها قوله ( فكمل لنا خمسون ) هو بفتح الميم وضمها وكسرها قوله ( وضاقت على الأرض بما رحبت ) أى بمااتسعت ومعناه ضاقت على الأرض مع أنها متسعة والرحب السعة قوله ( سمعت صارخا أوفى على سلع ) أى صعده وارتفع عليه وسلع بفتح السين المهملة واسكان اللام وهو جبل بالمدينة معروف قوله ( يا كعب بن مالك أبشر ) وقوله ( فذهب الناس يبشروننا ) فيه دليل لا ستحباب التبشير والتهنئة لمن تجددت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه كربة شديدة ونحو ذلك وهذا الاستحباب عام فى كل نعمة حصلت وكربة انكشفت سواء كانت من أمور الدين أوالدنيا قوله ( فخررت ساجدا ) دليل للشافعى وموافقيه فى استحباب سجود الشكر بكل نعمة ظاهرة حصلت أو نعمة ظاهرة اندفعت قوله ( فآذن الناس ) أى أعلمهم قوله فنزعت له ثوبى فكسوتهما إياه ببشارته ) فيه استحباب
(17/95)

إجازة البشير بخلعة وإلا فبغيرها والخلعة أحسن وهى المعتادة قوله ( واستعرت ثوبين فلبستهما ) فيه جواز العاريةوجواز إعارة الثوب للبس قوله ( فانطلقت أتأمم رسول الله صلى الله عليه و سلم يتلقانى الناس فوجا فوجا ) أتأمم أقصد والفوج الجماعة قوله ( فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحنى وهنأنى ) فيه استحباب مصافحة القادم والقيام له إكراما والهرولة إلى لقائه بشاشة وفرحا قوله صلى الله عليه و سلم ( أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك ) معناه سوى يوم إسلامك انما لم يستثنه لأنه معلوم لابد منه قوله ( أن من توبتى أن أنخلع من مالى صدقة إلى الله والى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أمسك بعض مالك فهو خيرلك ) معنى أنخلع منه أخرج منه وأتصدق به وفيه استحباب الصدقة شكرا للنعم المتجددة
(17/96)

لاسيما ما عظم منها وانماأمره صلى الله عليه و سلم بالاقتصار على الصدقة ببعضه خوفا من تضرره بالفقر وخوفا أن لايصبر على الاضاقة ولا يخالف هذا صدقة أبى بكر رضى الله عنه بجميع ماله فانه كان صابرا راضيا فان قيل كيف قال أنخلع من مالى فأثبت له مالا مع قوله أولانزعت ثوبى والله ما أملك غيرهما فالجواب أن المراد بقوله أن أنخلع من مالى الأرض والعقار ولهذا قال فاني أمسك سهمى الذى بخيبر وأما قوله ما أملك غيرهما فالمراد به من الثياب ونحوهما مما يخلع ويليق بالبشير وفيه دليل على تخصيص اليمين بالنية وهو مذهبنا فاذا حلف لا مال له ونوى نوعا لم يحنث بنوع آخر من المال أولا يأكل ونوى تمرا لم يحنث بالخبز قوله فوالله ما علمت أحدا من المسلمين أبلاه الله تعالى فى صدق الحديث أحسن مما أبلانى ) أى أنعم عليه والبلاء والابلاء يكون فى الخير والشر لكن اذا أطلق كان للشر غالبا فاذا أريد الخير قيد كما قيده هنا فقال أحسن مما أبلانى قوله ( والله ما تعمدت كذبة ) هي باسكان الذال وكسرها قوله ( ما أنعم الله على من نعمة قط بعد
(17/97)

إذ هدانى للاسلام أعظم فى نفسى من صدقى رسول الله صلى الله عليه و سلم أن لا أكون كذبته فأهلك ) هكذا هو فى جميع نسخ مسلم وكثير من روايات البخارى قال العلماء لفضة لافى قوله أن لاأكون زائدة ومعناه أن أكون كذبته كقوله تعالى ما منعك أن لا تسجد إذ أمرتك وقوله فأهلك بكسر اللام على الفصيح المشهور وحكى فتحها وهو شاذ ضعيف قوله ( وارجاؤه أمرنا ) أى تأخيره قوله ( فى رواية بن أخى الزهري عن عمه عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
(17/98)

كعب عن عبيد الله بن كعب ) كذا قاله فى هذه الرواية عبيد الله بضم العين مصغر وكذا قاله فى الرواية التى بعدها رواية معقل بن عبيد الله عن الزهري عن عبد الرحمن عن عبيد الله بن كعب مصغر وقال قبلهما فى رواية يونس المذكور أول الحديث عن الزهري عن عبد الله بن كعب بفتح العين مكبر وكذا قال فى رواية عقيل عن الزهري عن عبد الله بن كعب مكبر قال الدارقطنى الصواب رواية من قال عبد الله بفتح العين مكبر ولم يذكر البخارى فى الصحيح إلا رواية عبد الله مكبر مع تكراره الحديث قوله ( قلما يريد غزوة إلا ورى بغيرها ) أى أوهم غيرها وأصله من وراء كأنه جعل البيان وراء ظهره قوله ( وكان أوعاهم لأحاديث أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ) أى أحفظهم قوله ( لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه و سلم فى غزوة غزاها قط غير غزوتين ) المراد بهما غزوة بدر وغزوة تبوك كما صرح به
(17/99)

فى الرواية الأولى قوله ( وغزا رسول الله صلى الله عليه و سلم بناس كثير يزيدون على عشرة آلاف ) هكذا وقع هنا زيادة على عشرة آلاف ولم يبين قدرها وقد قال أبو زرعة الرازى كانوا سبعين ألفا وقال بن إسحاق كانوا ثلاثين ألفا وهذا أشهر وجمع بينهما بعض الأئمة بأن أبا زرعة عد التابع والمتبوع وبن إسحاق عد المتبوع فقط والله أعلم واعلم أن فى حديث كعب هذا رضى الله عنه فوائد كثيرة إحداها إباحة الغنيمة لهذه الأمة لقوله خرجوا يريدون عير قريش الثانية فضيلة أهل بدر وأهل العقبة الثالثة جواز الحلف من غير استحلاف فى غير الدعوى عند القاضي الرابعة أنه ينبغى لأمير الجيش اذا أراد غزوة أن يورى بغيرها لئلا يسبقه الجواسيس ونحوهم بالتحذير الا اذا كانت سفرة بعيدة فيستحب أن يعرفهم البعد ليتأهبوا الخامسة التأسف على ما فات من الخير وتمنى المتأسف أنه كان فعله لقوله فياليتنى فعلت السادسة رد غيبة المسلم لقول معاذ بئس ما قلت السابعة فضيلة الصدق وملازمته وان كان فيه مشقة فان عاقبته خير وان الصدق يهدى إلى البر والبر يهدى إلى الجنة كما ثبت فى الصحيح الثامنة استحباب صلاة القادم من سفر ركعتين فى مسجد محلته أول قدومه قبل كل شيء التاسعة أنه يستحب للقادم من سفر اذا كان مشهورا يقصده الناس لسلام عليه أن يقعد لهم فى مجلس بارزهين الوصول إليه العاشرة الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر وقبول معاذير المنافقين ونحوهم ما لم يترتب على ذلك مفسدة الحادية عشر استحباب هجران أهل البدع والمعاصى الظاهرة وترك السلام عليهم ومقاطعتهم تحقيرا لهم وزجرا الثانية عشر استحباب بكائه على نفسه اذا وقعت منه معصية الثالثة عشر أن مسارقة النظر فى الصلاة والالتفات لا يبطلهاالرابعة عشر أن السلام يسمى كلاما وكذلك رد السلام وأن من حلف لا يكلم إنسانا فسلم عليه أو رد عليه السلام يحنث الخامسة عشر وجوب إيثار طاعة الله ورسوله صلى الله عليه و سلم على مودة الصديق والقريب وغيرهما كما فعل أبو قتادة حين سلم عليه كعب فلم يرد عليه حين نهى عن كلامه السادسة عشر
(17/100)

أنه اذا حلف لا يكلم إنسانا فتكلم ولم يقصد كلامه بل قصد غيره فسمع المحلوف عليه لم يحنث الحالف لقوله الله أعلم فانه محمول على أنه لم يقصد كلامه كما سبق السابعة عشر جواز إحراق ورقة فيها ذكر الله تعالى لمصلحة كما فعل عثمان والصحابة رضى الله عنهم بالمصاحف التى هي غير مصحفة الذى أجمعت الصحابة عليه وكان ذلك صيانة فهي حاجة وموضع الدلالة من حديث كعب أنه أحرق الورقة وفيها لم يجعلك الله بدار هوان الثامنة عشر إخفاء ما يخاف من إظهاره مفسدة وإتلاف التاسعة عشر أن قوله لامرأته الحقى بأهلك ليس بصريح طلاق ولايقع به شيء اذا لم ينو العشرون جواز خدمة المرأة زوجها برضاها وذلك جائز له بالاجماع فأما الزامها بذلك فلا الحادية والعشرون استحباب الكنايات في ألفاظ الاستمتاع بالنساء ونحوها الثانية والعشرون الورع والاحتياط بمجانبة ما يخاف منه الوقوع فى منهى عنه لانه لم يستأذن فى خدمة امرأته له وعلل بأنه شاب أى لا يأمن مواقعتها وقد نهى عنها الثالثة والعشرون استحباب سجود الشكر عند تجدد نعمة ظاهرة أواندفاع بلية ظاهرة وهو مذهب الشافعى وطائفة وقال أبو حنيفة وطائفة لا يشرع الرابعة والعشرون استحباب التبشير بالخير الخامسة والعشرون استحباب تهنئة من رزقه الله خيرا ظاهرا أو صرف عنه شرا ظاهرا السادسة والعشرون استحباب اكرام المبشر بخلعه أو نحوها السابعة والعشرون أنه يجوز تخصيص اليمين بالنية فاذا حلف لامال له ونوى نوعا لم يحنث بنوع من المال غيره واذا حلف لا يأكل ونوى خبزا لم يحنث باللحم والتمر وسائر المأكول ولايحنث الا بذلك النوع وكذلك لو حلف لا يكلم زيدا ونوى كلاما مخصوصا لم يحنث بتكليمه إياه غير ذلك الكلام المخصوص وهذا كله متفق عليه عند أصحابنا ودليله من هذا الحديث قوله فى الثوبين والله ماأملك غيرهما ثم قال بعده فى ساعة ان من توبتى أن أنخلع من مالى صدقة ثم قال فإني أمسك سهمى الذى بخيبر الثامنة والعشرون جواز العارية التاسعة والعشرون جواز استعارة الثياب للبس الثلاثون استحباب اجتماع الناس عند امامهم وكبيرهم فى الأمورالمهمة من بشارة ومشورة وغيرهما الحادية والثلاثون استحباب القيام للوارد إكراما له إذا كان من أهل الفضل بأى نوع كان وقد جاءت به أحاديث جمعتها فى جزء مستقل بالترخيص فيه والجواب عما يظن به مخالفا لذلك الثانية والثلاثون استحباب المصافحة عند التلاقى وهى سنة بلاخلاف الثالثة والثلاثون استحباب سرور الامام وكبير القوم بما يسر أصحابه وأتباعه
(17/101)

الرابعة والثلاثون أنه يستحب لمن حصلت له نعمة ظاهرة أو اندفعت عنه كربة ظاهرة أن يتصدق بشيء صالح من ماله شكرا لله تعالى على إحسانه وقد ذكر أصحابنا أنه يستحب له سجود الشكر والصدقة جميعا وقد اجتمعا فى هذا الحديث الخامسة والثلاثون أنه يستحب لمن خاف أن لايصبر على الاضاقة أن لايتصدق بجميع ماله بل ذلك مكروه له السادسة والثلاثون أنه يستحب لمن رأى من يريد أن يتصدق بكل ماله ويخاف عليه أن لايصير على الإضاقة أن ينهاه عن ذلك ويشير عليه ببعضه السابعة والثلاثون أنه يستحب لمن تاب بسبب من الخير أن يحافظ على ذلك السبب فهو أبلغ فى تعظيم حرمات الله كما فعل كعب فى الصدق والله أعلم