ــــ وعَنْ خُزَيْمةَ بن ثابتِ رضي الله عَنْهُ: "أنَّ النّبيَّ صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم كانَ إذا فرغَ من تلبيتهِ في حجٍ أَوْ عمرة سأَلَ الله رضوانه والجنّةَ واستعاذَ برحْمته منَ النّار" رواهُ الشافعيُّ بإسناد ضعيف.
 

سقط هذا الحديث من نسخة الشارح التي وقفنا عليها فلم يتكلم عليه ووجه ضعفه أن فيه: ــ تض ــ صالح بن محمد بن أبي زائدة أبو واقد الليثي ضعفوه.
والحديث دليل على استحباب الدعاء بعد الفراغ من كل تلبية يلبيها المحرم في أي حين بهذا الدعاء ونحوه ويحتمل أن المراد بالفراغ منها انتهاء وقت مشروعيتها وهو عند رمي جمرة العقبة، والأول أوضح.

الموضوع السابق


ــــ عَنْ جابر بنِ عبد الله رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم حَجَّ فَخَرَجْنا معهُ حتى إذا أَتيْنا ذا الْحَليفة فولدتْ أَسماءُ بنتُ عُميس فقال: "اغتسلي واسْتَثْفري بثْوبٍ وأَحرمي" وصلى رسولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم في المسجد، ثم ركب القَصْوَاءَ حتى إذا استَوَتْ به على الْبيداءِ أَهَلَّ بالتوحيد "لَبيك اللّهُمَّ لَبيك، لبيك لا شريك لكَ لَبَيْك، إنَّ الحمْدَ والنعمةَ لكَ والملْكَ، لا شريك لك" حتى إذا أَتَيْنَا البيْتَ اسْتلمَ الرُّكن فرمل ثلاثاً ومشى أَربعاً، ثمَّ نفر إلى مقامِ إبراهيم فَصَلى ثمَّ رجع إلى الرُّكن فاستلمه، ثمَّ خرجَ من البابِ إلى الصَّفا، فلمّا دَنا مِنَ الصَّفا قَرَأَ (إنَّ الصَّفا والمرْوَةَ مِنْ شعائر الله) "أَبدأُ بما بدأَ اللَّهُ بهِ" فرقى الصَّفا حتى رأَى البَيْت، فاستقبلَ القِبْلةَ، فَوَحّدَ الله وكبّرهُ وقال: "لا إله إلا الله وحْدَهُ لا شريك لهُ، لهُ المُلْكُ وله الحمدُ وهُوَ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ، لا إله إلا الله وحده أَنجزَ وَعْدهُ، ونصر عبْدَهُ، وهَزَمَ الأحزابَ وحْدَهُ" ثم دعا بين ذلك ثلاث مرَّات، ثم نزل إلى المرْوَةِ حتى إذا انصبّتْ قدماهُ في بطن الوادي سَعَى حتى إذا صعدتا مشى حتى أتى المرْوَة فَفَعَلَ على المروة كما فعل على الصَّفا، فذكر الحديث وفيه: فلما كان يَوْمُ التّرْوية توِجّهُوا إلى منى فأهلوا بالحج وركب رسُول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فَصَلى بها الظُّهرَ والعصر والمغربَ والعِشاءَ والْفَجْرَ، ثمَّ مكث قليلاً حتى طَلَعَت الشّمسُ فأَجازَ حتى أَتى عَرَفةَ فوجد القبّة قد ضُربَتْ لهُ بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشّمس أَمرَ بالْقصواءِ فَرُحِلَتْ لهُ فأَتى بَطْن الوادي فَخَطَبَ النّاس ثمَّ أَذَّنَ ثمَّ أَقامَ فَصَلى الظُّهْرَ ثمَّ أَقامَ فَصلى الْعصْرَ ولمْ يُصَلِّ بينهما شيئاً، ثمَّ ركب حتى أَتى الموقفَ فجعلَ بطنَ ناقته القصْواءِ إلى الصَّخَرَات وجعَلَ حَبْل المُشاةِ بين يديْهِ واستقْبلَ القِبْلة، فلم يَزَلْ واقفاً حتى غربت الشّمْسُ وذهبتِ الصُّفرة قليلا حتى غابَ القُرْصُ، ودَفَعَ وقد شَنَقَ للقصْواءِ الزِّمامَ حتى إن رأسها ليُصيبُ مَوْرك رَحْلهِ ويقولُ بيدهِ اليُمنى "أَيُّها النّاسُ السّكينَةَ السكينةَ" كلما أَتى حَبْلا من الحبال أَرْخى لها قليلاً حتى تصْعَدَ حتى أَتى المزْدلِفة فصلى بها المغربَ والعشاءَ بأَذان واحدٍ وإقامتين ولم يسبحْ بينَهُما شيئاً، ثمَّ اضْطجَعَ حتى طَلَعَ الفَجْرُ، فَصَلى الْفجرَ حين تبين لهُ الصُّبحُ بأَذان وإقامة، ثمَّ ركبَ القصْواء حتى أَتى المشْعَر الحرَامَ فاسْتقبل القبْلة فدعا وكبّر وهلّل، فَلَمْ يزل واقفاً حتى أَسفرَ جِداً، فدفَعَ قبَلَ أَنْ تَطْلُعَ الشّمس، حتى أَتى بَطْنَ مُحَسِّر فَحَرَّكَ قليلاً، ثمَّ سلكَ الطّريق الوُسْطى التي تخْرُجُ على الجمرة الكبرى، حتى أَتى الجمْرةَ التي عند الشّجرةِ فرَمَاهَا بسَبْع حَصَيَاتٍ ــــ يكبِّرُ معَ كلِّ حصاةٍ منها ــــ مثل حصى الخذفِ رمى منْ بطن الوادي ثمَّ انْصرفَ إلى المنْحر فنحر، ثمَّ ركبَ رسُولُ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلّم فأَفاض إلى البيْتِ فَصَلى بمكّة الظُّهْرَ. رواهُ مُسلمٌ مُطوَّلاً.