أخي السائق تمهل
 

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي السائق ان السفر قطعة من العذاب ، و عليك أن تدرك أن السياقة لها ضوابطها التي من غفل عن ادائها أداءا محكما ، ذاق جرعة من الألم فوق ما يمكن أن يخطر بباله ، و على هذا فان الوقاية خير من العلاج

ان أعدى أعداء الإنسان نفسه التي بين جنبيه ، فبعض الناس، و خاصة الشباب الطائش و المبتدئ في فن قيادة السيارات، تأخذه عواطفه أحيانا الى بلايا الله بها عليم ، فأحيانا نراهم يثيرون الأنظار، من حيث أن أحدهم اذا اقتنى سيارة و بدأ يسير في شارع الحارة بسرعة فائقة و كأنه يسير في الطريق السيار، ثم انه لا يحس أنه بتصرفه قد يضر نفسه و غيره لأن نفسه الأمارة بالسوء قد زينت له السرعة و الخطر، ما يجعله يتباهى أمام الناس بما لا تحمد عقباه ، لكن ربما ليس هذا ما يخطر ببال المسافر، سفر أيام و ليال، فهو يريد أن يختصر المسافة و ذلك أنه لا يحترم قوانين السير ،فيتعدى السرعة المحدودة و لا يريح نفسه و دابته

رغم أن هناك حملات تحسيسية في كل بلد لتوعية السائقين من خطر السرعة الا أن بعض الناس يريد أن يسبق الزمن ،و هو لا يعلم أنه قد لا يصل الى مبتغاه بتصرفه لأن ما يركب عليه انما هو من حديد، و الحديد فيه بأس شديد و منافع للناس

ألا يدرك المرء أنه قد لا يتحكم في سيارته اذا تعب و أخذته سنة من نوم، أو اذا صدر منه خطأ في القيادة، أو اذا حل باحدى عجلات سيارته عطب ... اسئلة كثيرة قد لا تحصر و مشاكل قد تقع، و بين ما يهو ى الإنسان و ما يبلغ قدر يتصرف الله فيه بمشيئته، و ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، و في التأني السلامة و في العجلة الندامة، و التأني من الله و العجلة من الشيطان

ان شوقك لرؤية الأحباب قد يجعلك تستعجل الوصول لكن التأخر في الوصول خير من عدم الوصول ،و ليست العبرة ببداية الطريق لكن العبرة بالنتيجة النهائية، و عليه فان المثل يقول : ـ

ان الأرنب تسابق و السلحفاة ، فسبقه الأرنب حتى كاد أن يفوز بالجائزة الا أن الأرنب أراد أن يتهكم من منافسه فاستظل بشجرة و قال أستريح فأخذه النوم، و مرت عليه السلحفاة التي كانت تحثو الخطى متوكلة على الله ،وبينما الأرنب يشخر فازت السلحفاة لأنها تمهلت و لم تستعجل الأمور

ان درهم وقاية خير من قنطار علاج، و ان درهم و قاية تنفقه في سلامتك خير من قنطار علاج تنفقه في مضرتك، فعليك أخي الكريم :أن تدرك أن لكل شيء سبب كما أن لكل شيء ثمن ، و سبب حوادث السير غالبا ما تكون من قلة المبالة و الزيادة في السرعة ، و ثمنها يصيب الإنسان في ماله و بدنه و نفسه فلا تكن سببا في هلاك ما تملك و ما يملك غيرك ، و توكل على الله فان حسبك الله و اعط نفسك حقها من الراحة، لأن المرء بحاجة اذا ما تعب لقسط من الراحة يستقوي بها على ما يستقبل من الأمور ،و سيارتك دابتك ،راحتها في أن تتفقد من حين الى اخر مائها و زيتها و تنفخ عجلاتها ،و تراقب أدوات التحكم كمستوى كمية الوقود المتوفرة و غيرها ،و تجعلها تستريح شفقة بها لعلها تعترف لك بالإحسان فيبارك الله لك فيها و يجعلها تعطيك خيرها

عندما تأخذ راحتك انتبه جيدا لمتاعك، فالغريب عن البلد يدعو الله أن يحفظه و ما ملك ،ثم لا يغفل عن أهله و ما ملك

و في النهاية أستودع الله دينك و أمانتك و خواتيم أعمالك ،و جعل الله لك في سفرك البر و التقوى

 

الزاهد الورع

الموضوع التالي


فرسان العدالة

الموضوع السابق


هل بعد رمضان من صيام