ثم دخلت سنة ثنتين وثلاثين ومائة
 
في المحرم منها جاز قحطبة بن شبيب الفرات ومعه الجنود والفرسان وابن هبيره مخيم على فم الفرات مما يلي الفلوجة في خلق كثير وجم غفير وقد أمد مروان بجنودكثيرة وانضاف إليه كل من انهزم من جيش إبن ضباره ثم إن قحطبة عدل إلى الكوفة ليأخذها فأتبعه إبن هبيره فلما كانت ليلة الأربعاء لثمان مضين من المحرم اقتتلوا قتالا شديدا وكثر القتل في الفريقين ثم ولي أهل الشام منهزمين واتبعهم أهل خراسان وفقد قحطبة من الناس فأخبرهم رجل أنه قتل وأوصى أن يكون أمير الناس من بعده ولده الحسن ولم يكن الحسن حاضرا ثم ولى أهل أمير الناس من بعده ولده الحسن ولم يكن الحسن حاضرا فبايعوا حميد بن قحطبة لأخيه الحسن وذهب البريد إلى الحسن ليحضر وقتل في هذه الليلة جماعة من الأمراء والذي قتل قحطبة معن بن زائده ويحيى بن حصين وقيل بل قتله رجل ممن كان معه آخذا بثائر بني نصر بن سيار فالله أعلم ووجد قحطبة في القتلى فدفن هنالك وجاء الحسن بن قحطبة فسار نحوالكوفة وقد خرج بها محمد بن خال بن عبدالله القسري ودعا إلى بني العباس وسود وكان خروجه ليلة عاشوارء لمحرم من هذه السنة وأخرج عاملها من جهة إبن هبيره وهو زياد بن صالح الحارثي وتحول محمد بن خالد إلى قصر الامارة فقصد حوثرة في عشرين ألفا من جهة بن هبيره فلما اقترب من الكوفة أصحاب حوثرة يذهبون إلى محمد بن خالد فيبايعونه لبني العباس فلما رأى حوثرة ذلك ارتحل إلى واسط ويقال بل دخل الحسن بن قحطبة الكوفة وكان قحطبة قد جعل في وصيته أن تكون وزارة الخلافة إلى أبي سلمه حفص بن سليمان مولى السبيع الكوفي الخلال وهو بالكوفة فلما قدموا عليه أشار إلى أن يذهب الحسن بن قحطبة في جماعة من الأمراء إلى قتال إبن هبيره بواسط وأن يذهب أخوه إلى المدائن وبعث البعوث إلى كل جانب يفتحونها وفتحواالبصرة افتتحها مسلم بن قتيبة لابن هبيره فلما قتل إبن هبيره جاء أبو مالك عبدالله بن أسيد الخزاعي فأخذ البصرة لأبي مسلم الخراساني .
وفي هذه السنة ليله الجمعه لثلاث عشرة حلت من ربيع الآخر أخذت البيعة لابي العباس السفاح وهو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبد المطلب قاله أبو معشر وهشام الكلبي وقال الواقدي في جمادي الاولى من هذه السنة فالله أعلم .