ترجمة أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله تعالى
 
هو الامام أبو حنيفة وأسمه النعمان بن ثابت التيمي مولاهم الكوفي فقيه العراق وأحد أئمة الاسلام والسادة الاعلام وأحد أركان العلماء وأحد الائمة أصحاب المذاهب المتنوعة وهو أقدمهم وفاة لأنه أدرك عصر الصحابة ورأى أنس بن مالك قيل وغيره وذكر بعضهم أنه روى عن سبعة من الصحابة فالله أعلم .
وروى عن جماعة من التابعين منهم الحكم وحماد بن أبي سليمان وسلمه بن كهل وعامر الشعبي وعكرمة وعطاء وقتادة والزهرى ونافع مولى ابن عمر ويحيى ين سعيد الانصاري وأبو اسحاق السبيعي وروى عنه جماعة منهم ابنه حماد وإبراهيم بن طهمان واسحاق بن يوسف الازرق وأسد بن عمر والقاضي والحسن بن زياد اللؤلؤي وحمزة الزيات وداود الطائي وزفر وعبدالرزاق وأبو نعيم ومحمد بن الحسن الشيباني وهشيم ووكيع وأبو يوسف القاضي وقال يحيى ين معين كان ثقة وكان من أهل الصدق ولم يتهم بالكذب ولقد ضربه ابن هبيرة على القضاء فأبى أن يكون قاضيا وقد كان يحيى بن سعيد يختار قوله في الفتوى وكان يحيى يقول لانكذب الله ماسمعناه أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذ بأكثر أقواله وقال عبدالله بن المبارك لولا أن الله أعانني بأبي حنيفة وسفيان الثورى لكنت كسائر الناس وقال في الشافعي رأيت رجلا لو كلمك في هذا السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته وقال الشافعي من أراد الفقه فهو عيال على أبي حنيفة ومن أراد السير فهو عيال على محمد بن اسحاق ومن أراد الحديث فهو عيال على مالك ومن أراد التفسير فهو عيال على مقاتل بن سليمان وقال عبدالله بن داود الحربي ينبغي للناس أن يدعوا في صلاتهم لأبي حنيفة لحفظه الفقه والسنة عليهم وقال سفيان الثوري وابن المبارك كان أبو حنيفة أفقه أهل الارض في زمانه وقال أبو نعيم كان صاحب غوص في المسائل وقال مكي بن إبراهيم كان أعلم أهل الارض وروى الخطيب بسنده عن أحمد بن عمرو أن أبا حنيفة كان يصلي بالليل ويقرأ القرآن كل ليلة ويبكي حتى يرجمه جيرانه ومكث أربعين سنة يصلي الصبح بوضوء العشاء وختم القرآن في الموضع الذي توفى فيه سبعين الف مرة وكانت وفاته في رجب من هذه السنة أعني سنة خمسين ومائة وعن ابن معين سنة إحدى وخمسين وقال غيره سنة ثلاث وخمسين والصحيح الاول وكان مولده في سنة ثمانين فتم له من العمر سبعون سنه وصلى عليه ببغداد ست مرات لكثرة الزحام وقبره هناك رحمه الله .