ثم دخلت سنة إحدى وستين ومائة
 
فيها غزا الصائفة ثمامة بن الوليد فنزل دابق وجاشت الروم عليه فلم يتمكن المسلمون من الدخول اليها بسبب ذلك وفيها أمر المهدي بحفر الركايا وعمل المصانع وبناء القصور في طريق مكة وولى يقطين بن موسى على ذلك فلم يزل يعمل في ذلك إلى سنة إحدى وسبعين ومائة مقدار عشر سنين حتى صارت طريق الحجاز من العراق من أرفق الطرقات وآمنها وأطيبها وفيها وسع المهدي جامع البصرة من قبلته وغربه وفيها كتب إلى الآفاق أن لا تبقى مقصورة في مسجد جماعة وأن تقصر المنابر إلى مقدار منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل ذلك في المدائن كلها وفيها أتضعت منزله أبي عبيد الله وزير المهدي وظهرت عنده خيانته فضم إليه المهدي من يشرف عليه وكان ممن ضم إليه اسماعيل بن عليه ثم أبعده واقصاه وأخرجه من معسكره وفيها ولى القضاء عافية بن يزيد الازدي وكان يحكم هو وابن علاثة في عسكر المهدي بالرصافة وفيها رجل يقال له المقنع بخراسان في قرية من قرى مرو كان يقول بالتناسخ واتبعه على ذلك خلق كثير فجهز إليه المهدي عدة من أمرائه وأنفذ إليه جيوشا كثيرة منهم معاذ بن مسلم أمير خراسان وكان من أمره وأمرهم ماسنذكره
وحج بالناس فيها موسى الهادي بن المهدي وفيها توفي اسرائيل بن يونس بن إسحاق السبيعي وزائدة بن قدامة سفيان بن سعد بن مسروق الثوري أحد أئمة الاسلام وعبادهم والمقتدي به أبو عبدالله الكوفي وروى عن غير واحد من التابعين وروى عنه خلق من الائمة وغيرهم قال شعبة وأبو عاصم وسفيان بن عتيبة ويحيى بن معين وغير واحد وهو أمير المؤمنين في الحديث
وقال ابن المبارك كتبت عن ألف شيخ ومائة شيخ هو أفضلهم وقال أيوب ما رأيت كوفيا أفضله عليه وقال يونس بن عبيد مارأيت أفضل منه وقال عبدالله مارأيت أفقه من الثوري وقال شعبة ساد في الناس بالورع والعلم وقال اصحاب المذاهب الثلاثة ابن عباس زمانه والسعبي في زمانه والثوري في زمان وقال الامام أحمد لا يتقدمه في قلبي أحد ثم قال تدري من الامام الامام سفيان الثوري وقال عبد الرازق سمعت الثوري يقول ما استودعت قلبي شيئا قط فخانني ختى إني لأمر بالحائك يتغنى فأسد اذني مخافة أن أحفظ ما يقول وقال لأن أترك عشرة آلاف دينار يحاسبنى الله عليها أحب الي من أن أحتاج الناس .
قال محمد بن سعد أجمعو أنه توفي في البصرة سنة إحدى وستين ومائة وكان عمره يوم مات أربعا وستين سنة ورآه بعضهم في المنام يطير في الجنة من نخله إلى نخله ومن شجرةإلى شجره وهو يقرأ الحمد لله الذي صدقنا وعده الآية وقال إذا ترأس الرجل سريعا آخر بكثير من العلم وممن توفي فيها :

الموضوع التالي


أبو دلامه

الموضوع السابق


البيعة لموسى الهادي