ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائة
 
فيها في رمضان منها نقضت الروم ما بينهم وبين المسلمين من الصلح الذي عقده هارون الرشيد عن أمر أبيه المهدي ولم يستمروا على الصلح إلا ثنتين وثلاثين شهرا فبعث نائب الجزيرة خيلا إلى الروم فقتلوا وأسرواوغنموا وسلموا وفيها اتخذ المهدي دواوين الازمة ولم يكن بنو أمية يعرفون ذلك وفيها حج بالناس على بن محمد المهدي الذي يقال له ابن ريطة وفيها توفي الحسن
ابن يزيد بن حسن ين علي بن أبي طالب ولاه المنصور المدينة خمس سنين ثم غضب عليه فضربه وحبسه وأخذ جميع ماله وحماد عجرد كان ظريفا ماجنا شاعرا وكان ممن يعاشر الوليد ابن يزيد ويهاجي بشار بن برد وقدم على المهدي ونزل الكوفة واتهم بالزندقة قال بن قتيبة في طبقات الشعراء ثلاثة حمادون بالكوفة يرمون بالزندقة حماد الرواية وحماد عجرد وحماد بن الزبرقان النحوي وكانوا يتشاعرون ويتماجنون وخارجه بن مصعب وعبد الله بن الحسن ابن الحصن بن ابي الحسن البصري قاضي البصرة بعد سوار سمع خالدا الحذاء وداود بن ابي هند وسعيدا الجريرى وروى عنه ابن المهدي وكان ثقة فقهاء به اختيارات تعزى إليه غريبة في الاصول والفروع وقد سئل عن مسألة فأخطا في الجواب فقال له قائل الحكم فيها كذا وكذا فأطرق ساعة ثم قال إذا أرجع وأنا صاغر لأن أكون ذنبا في الحق أحب الي من أن أكون رأسا في الباطل توفي في ذي القعدة من هذه السنة وقيل بعد ذلك بعشر سنين فالله أعلم غوث ابن سليمان بن زياد بن ربيعة أبو يحيى الجرمي قاضي مصر كان من خيار الحكام ولي الديار المصرية ثلاث مرات في أيام المنصور والمهدي وفليح بن سليمان وقيس بن الربيع في قول ومحمد بن عبدالله بن علاثه بن علقمة بن مالك أبو اليسر العقلي قاضي الجانب الشرقي من بغداد للمهدي وهو وعافية بن يزيد وكان يقال لابن علاثة قاضي الجن لأنه كانت بئر يصاب من أخذ منها شيئا فقال أيها الجن إنا حكمنا ان لكم الليل ولنا النهار فكان من أخذ منها شيئا في النهار لم يصبه شيء قال ابن معين كان ثقة وقال البخاري في حفظه شيء