صالح بن بشيرالمري
 
أحد العباد الزهاد كان كثير البكاء وكان يعظ فيحضر مجلسه سفيان الثوري وغيره من العلماء ويقول سفيان هذا نذير قوم وقد استدعاه المهدي ليحضر عنده فجاء اليه راكبا على حمار فدناه من بساط الخليفة وهو راكب فأمر الخليفة ابنيه ولي العهد من بعده موسى الهادي وهارون الرشيد أن يقوما اليه لينزلاه عن دابته فابتدراه فأنزلاه فأقبل صالح على نفسه فقال لقد خبت وخسرت إن أنا داهنت ولم أصدع بالحق في هذا اليوم وفي هذا المقام ثم جلس الى المهدي فوعظه موعظة بليغة حتى أبكاه ثم قال له اعلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خصم من خالفه في أمته ومن كان محمد خصمه كان الله خصمه فأعد لمخاصمة الله ومخاصمة رسوله حججا تضمن لك النجاة وإلا فاستسلم للهلكة واعلم أن أبطأ الصرعى نهضة صريع هوى بدعته وأعلم أن الله قاهر فوق عباده وأن أثبت الناس قدما
آخذهم بكتاب الله وسنة رسوله وكلام طويل فبكى المهدي وأمر بكتابة ذلك الكلام في دواوينه
وفيها توفي عبدالملك بن محمد بن محمد بن أبي بكر عمرو بن حزم قدم قاضيا بالعراق وفرج بن فضالة التنوخى الحمصي كان على بيت المال ببغداد في خلافة الرشيد فتوفي في هذه السنة وكان مولده سنة ثمان وثمانين فمات وله ثمان وثمانون سنة ومن مناقبه أن المنصور دخل يوما إلى قصر الذهب فقام الناس إلا فرج بن فضالة فقال له وقد غضب عليه لم لم تقم قال خفت أن يسألني الله عن ذلك ويسألك لم رضيت بذلك وقد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم القيام للناس قال فبكى المنصور وقربه به وقضى حوائجه والمسيب بن زهير بن عمرو أبو سلمه الضبي كان والى الشرطة ببغداد في أيام المنصور والمهدي والرشيد وولى خراسان مرة للمهدي عاش ستا وتسعين سنة والوضاح بن عبدالله أبو عوانه السرى مولاهم كان من أئمة المشايخ في الرواية توفي في هذه السنة وقد جاوز الثمانين