حسان بن ابي سنان
 
ابن أبي أوفى بن عوف التنوخي الأنباري ولد سنة ستين ورأى أنس بن مالك ودعا له فجاء من نسله قضاة ووزراء وصلحاء وأدرك الدولتين الأموية والعباسية وكان نصرانيا فأسلم وحسن إسلامه وكان يكتب بالعربية والفارسية والسريانية وكان يعرب الكتب بين يدي ربيعة لما ولاه السفاح الأنبار وفيها توفي
عبد الوارث بن سعيد البيروتي أحد الثقات
وعافية بن يزيد
ابن قيس القاضي للمهدي على جانب بغداد الشرقي هو ابن علائة وكانا يحكمان بجامع الرصافة وكان عافية عابدا زاهدا ورعا دخل يوما على المهدي في وقت الظهيرة فقال يا أمير المؤمنين اعفنى فقال له المهدي ولم أعفيك هل اعترض عليك أحد من الأمراء فقال له لا ولكن كان بين اثنين خصومة عندي فعمد أحدهما إلى رطب السكر وكأنه سمع أنى أحبه فأهدى إلى منه طبقا لا يصلح إلا لأمير المؤمنين فرددته عليه فلما أصبحنا وجلسنا إلى الحكومة لم يستويا عندي في قلبي ولا نظري بل مال قلبي إلى المهدي منهما هذا مع أني لم أقبل منه ما أهداه فكيف لو قبلت منه فأعفنى عفا الله عنك فأعفاه وقال الأصمعي كنت عند الرشيد يوما وعنده عافية قد أحضره لأن قوما استعدوا عليه إلى الرشيد فجعل الرشيد يوقفه على ماقيل عنه وهو يجيب عما يسأله وطال المجلس فعطس الخليفة فشمته الناس ولم يشمته عافيه فقال له الرشيد لم لم تشمتنى مع الناس فقال لأنك لم تحمد الله واحتج بالحديث في ذلك فقال له الرشيد ارجع لعملك فوالله ما كنت لتفعل ماقيل عنك وأنت لم تسامحنى في عطسة لم أحمد الله فيها ثم رده ردا جميلا إلى ولايته وفيها توفي
سيبويه
إمام النحاة واسمه عمرو بن عثمان بن قنبر أبو بشر المعروف بسيبوية مولى بنى الحارث بن كعب وقيل آل مولى الربيع بن زياد وإنما سمى سيبويه لأن أمه كانت ترقصه وتقول له ذلك ومعنى سيبويه رائحة التفاح وقد كان في ابتداء أمره يصحب أهل الحديث والفقهاء وكان يستملى على حماد بن سلمة فلحن يوما فرد عليه قوله فأنف من ذلك فلزم الخليل بن أحمد فبرع في النحو ودخل بغداد وناظر الكسائي وكان سيبويه شابا حسنا جميلا نظيفا وقد تعلق من كل علم بسبب وضرب مع كل أهل أدب بسهم مع حداثة سنه وقد صنف في النحو كتابا لا يلحق شأوه وشرحه أئمة النحاة بعده فانفمروا في لجج بحره واستخرجوا من درره ولم يبلغوا إلى قعره وقد زعم ثعلب أنه لم ينفرد بتصنيفه بل ساعده جماعة في تصنيفه نحوا من أربعين نفسا هو أحدهم وهو أصول الخليل فادعاه سيبويه إلى نفسه وقد استبعد ذلك السيرافي في كتاب طبقات النحاة قال وقد أخذ سيبويه اللغات عن أبي الخطاب والأخفش وغيرهما وكان سيبويه يقول سعيد بن أبي العروبة والعروبة يوم الجمعة وكان يقول من قال عروبة فقد أخطأ فذكر ذلك ليونس فقال
أصاب لله دره وقد ارتحل إلى خراسان ليحظى عند طلحة بن طاهر فإنه كان يحب النحو فمرض هناك مرضه الذى توفي فيه فتمثل عند الموت
يؤمل دنيا لتبقى له * فمات المؤمل قبل الأمل
يربى فسيلا ليبقى له * فعاش الفسيل ومات الرجل
ويقال إنه لما احتضر وضع رأسه في حجر أخيه فدمعت عين أخيه فاستفاق فرآه يبكي فقال وكنا جميعا فرق الدهر بيننا
الى الامد الاقصى فمن يأمن الدهرا
قال الخطيب البغدادي يقال إنه توفي وعمره ثنتان وثلاثون سنة وفيها توفيت
عفيرة العابدة
كانت طويلة الحزن كثيرة البكاء قدم قريب لها من سفر فجعلت تبكى فقيل له في ذلك فقالت لقد ذكرني قدوم هذا الفتى يوم القدوم على الله فمسرور ومثبور وفيها مات مسلم بن خالد الزنجي شيخ الشافعي كان من أهل مكة ولقد تكلموا فيه لسوء حفظه