ثم دخلت سنة ست وتسعين ومائة
 
فيها توفي أبو معاوية الضرير أحد مشايخ الحديث الثفات المشهورين والوليد بن مسلم الدمشقي تلميذ الأوزاعي وفيها حبس الأمين أسد بن يزيد لأجل أنه نقم على الأمين لعبه وتهاونه في أمر الرعية وارتكابه للصيد وغيره في هذا الوقت وفيها وجه الأمين أحمد بن يزيد وعبد الله بن حميد ابن قحطبة في أربعين ألفا إلى حلوان لقتال طاهر بن الحسين من جهة المأمون فلما وصلوا إلى قريب
من حلوان خندق طاهر على جيشه خندقا وجعل يعمل الحيلة في إيقاع الفتنة بين الأميرين فاختلفا فرجعا ولم يقاتلاه ودخل طاهر إلى حلوان وجاءه كتاب المأمون بتسليم ما تحت يده الى هرثمه بن أعين وأن يتوجه هو الى الاهواز ففعل ذلك وفيها رفع المأمون وزيره الفضل بن سهل وولاه أعمالا كبارا وسماه ذا ا الرياستين وفيها ولي الأمين نيابة الشام لعبد الملك بن صالح بن على وقد كان أخرجه من سجن الرشيد وأمره أن يبعث له رجالا وجنودا لقتال طاهر وهرثمة فلما وصل إلى وقعت حروب كان مبدؤها من أهل حمص وتفاقم الأمر وطال القتال بين الناس ومات عبد الملك ابن صالح هنالك فرجع الجيش إلى بغداد صحبة الحسين بن على بن ماهان فتلقاه أهل بغداد بالاكرام وذلك في شهر رجب من هذه السنة فلما وصل جاء رسول الله الأمين يطلبه فقال والله ما أنا بمسامر ولا مضحك ولا وليت له عملا ولا جبي على يدي مالا فلماذا يطلبني في هذه الليلة