ثم دخلت سنة مائتين من الهجرة
 
في أول يوم منها جلس حسين بن حسن الأفطس على طنفسة مثلثة خلف المقام وأمر بتجريد الكعبة ممما عليها من كساوى بنى العباس وقال نطهرها من كساويهم وكساها ملاءتين صفراوتين عليهما اسم أبي السرايا ثم أخذ ما في كنز الكعبة من الأموال وتتبع ودائع بنى العباس فأخذها حتى أنه أخذ مال ذوي المال ويزعم أنه للمسودة وهرب منه الناس إلى الجبال وسبك ما على رؤس الأساطين من الذهب وكان ينزل مقدار يسير بعد جهد وقلعوا ما في المسجد الحرام من الشبابيك وباعوها بالبخس وأساؤا السيرة جدا فلما بلغه مقتل أبي السرايا كتم ذلك وأمر رجلا من الطالبين شيخا كبيرا واستمر على سوء السيرة ثم هرب في سادس عشر المحرم منها وذلك لما قهر هرثمة أبا السرايا وهزم جيشه وأخرجه ومن معه من الطالبين من الكوفة ودخلها هرثمة ومنصور بن المهدي فأمنو أهلها ولم يتعرضوا لأحد وسار أبو السرايا بمن معه إلى القادسية ثم سار منها فاعترضهم بعض جيوش المأمون فهزمهم أيضا وجرح أبو السرايا بمن معه إلى القادسية ثم سار منها فاعترضهم بعض جيوش المأمون فهزمهم أيضا وجرح أبو السرايا جراحة منكرة جدا وهربوا يريدون الجزيرة إلى منزل أبي السرايا برأس العين فاعترضهم بعض الجيوش أيضا فأسروهم و أتوا بهم الحسن بن سهل وهو بالنهروان حين طردته الحربية فأمر بضرب عنق أبي السرايا فجزع من ذلك جزعا شديدا جدا وطيف برأسه وأمر بجسده أن يقطع اثنتين وينصب على جسرى بغداد فكان بني خروجه وقتله عشرة أشهر فبعث الحسن بن سهل بن محمد إلى المأمون مع رأس أبي السرايا وقال بعض الشعراء
ألم ترضر به الحسن بن سهل * بسيفك يا أمير المؤمنينا
أدارت مرو رأسها أبي السرايا * وأبقيت عبرة للعالمينا
وكان الذي في يده البصرة من الطالبين زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن على ابن الحسين ابن على ويقال له زيد النار لكثرة ما حرق من البيوت التي للمسودة فأسره على بن سعيد وأمنه وبعث به وبمن معه من القواد إلى اليمن لقتال من هناك من الطالبين
وفيها خرج باليمن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على ويقال له الجزار لكثرة من قتل من أهل اليمن وأخذ من أموالهم وهو الذي كان بمكة وفعل فيها ما فعل كما تقدم فلما بلغه قتل من اهل اليمن وأخذ من أموالهم وهو الذي كان بمكة وفعل فيها ما فعل كما تقدم فلما بلغه قتل أبي السيرايا هرب إلى اليمن فلما بلغ نائب اليمن خبره ترك اليمن وسار إلى خراسان واجتاز بمكة وخذ أمه منها واستحوذ إبراهيم هذا على بلاد اليمن وجرت حروب كثيرة يطول ذكرها ورجع محمد بن جعفر العلوي عما كان يزعمه وكان قد ادعى الخلافة بمكة وقال كنت أظن أن المأمون قد مات وقد تحققت حياته وأنا أستغفر الله وأتوب إليه مما كنت ادعيت من ذلك وقد رجعت إلى الطاعة وأنا رجل من المسلمين ولما هزم هرثمة راسل أبا السرايا وهو الذي أمره بالظهور فاستدعاه المأمون إلى مرو فأمر به فضرب بين يديه ووطئ بطنه ثم رفع إلى الحبس ثم قتل بعد ذلك بأيام وانطوى خبره بالكلية ولما وصل خبر قتله إلى بغداد عبثت العامة والحربية بالحسن ابن سهل نائب العراق وقالوا لا ترضى به ولا بعماله ببلادنا وأقاموا إسحاق بن موسى المهدي نائبا واجتمع أهل الجانبين على ذلك والتفت على الحسن بن سهل جماعة من الأمراء والأجناد وأرسل من وافق العامة على ذلك من الامراء يحرضهم على القتال وجرت الحروب بينهم ثلاثة أيام في شعبان من هذه السنة ثم اتفق الحال على أن يعطيهم شيئا من ارزاقهم ينفقونها في شهر رمضان فما زال يمطلهم إلى ذي القعدة حتى يدرك الزرع فخرج في ذي القعدة زيد بن موسى الذي يقال له زيد النار وهو أخو أي السرايا وقد كان خروجه هذه المرة بناحية الأنبار فبعث إليه على بن عشام نائب بغداد عن الحسن بن سهل والحسن بالمدائن إذ ذاك فأخذ وأتى به إلى على ابن هشام و أطفأ الله ثأرته
وبعث المأمون في هذه السنة يطلب من بقي من العباسيين وأحصى كم العباسيين فبلغوا ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين ذكور وإناث وفيها قتلت الروم ملكهم اليون وقد ملكهم سبع سنين وملكوا عليهم ميخائيل نائبه وفيها قتل المأمون يحي بن عامر بن إسماعيل لأنه قال للمأمون يا أمير الكافرين فقتل صبرا بين يديه وفيها حج بالناس محمد بن المعتصم بن هارون الرشيد وفيها توفي من الأعيان
أسباط بن محمد وأبو ضمرة أنس بن عياض ومسلم بن قتيبة وعمر بن عبد الواحد وابن أبي فديك ومبشر بن إسماعيل ومحمد بن جبير ومعاذ بن هشام