ثم دخلت سنة سبعة عشرة ومائتين
 
في المحرم منها دخل المأمون مصر وظفر بعبدوس الفهري فأمر فضربت عنقه ثم كر راجعا إلى الشام وفيها ركب المأمون إلى بلاد الروم أيضا فحاصر لؤلؤة مائة يوم ثم ارتحل عنها واستخلف على حصارها عجيفا فخدعته الروم فأسروه فأقام في أيديهم ثمانية أيام ثم انفلت منهم واستمر محاصرا لهم فجاء ملك الروم بنفسه فأحاط بجيشه من ورائه فبلغ المأمون فسار إليه فلما أحس توفيل بقدومه هرب وبعث وزيره صنغل فسأله الأمان والصالحة لكنه بدأ بنفسه قبل المأمون فرد عليه المأمون كتابا بليغا مضمونه التقريع والتوبيخ وإني إنما أقبل منك الدخول في الحنيفة
وإلا فالسيف والقتل والسلام على من اتبع الهدي وفيها حج بالناس سليمان بن عبد الله بن سليمان ابن على وفيها توفي الحجاج بن منهال وشريح بن النعمان وموسى بن داود الضبي والله سبحانه أعلم