ثم دخلت سنة تسع عشرة ومائتين
 
فيها ظهر محمد بن القاسم بن عمر بن على بن الحسين بن على بن أبي طالب بالطالقان من خراسان يدعو إلى الرضى من آل محمد واجتمع عليه خلق كثير وقاتله قواد عبد الله بن طاهر مرات متعددة ثم ظهروا عليه وهرب فأخذ ثم بعث به الى عبدالله بن طاهر فبعث به إلى المعتصم فدخل عليه للنصف من ربيع الآخر فأمر به فحبس في مكان ضيق طوله ثلاثة أذرع في ذراعين فمكث فيه ثلاثا ثم حول لأوسع منه وأجرى عليه رزق ومن يخدمه فلم يزل محبوسا هناك إلى ليلة عيد الفطر فاشتغل الناس بالعيد فدلى له حبل من كوة كان يأتيه الضوء منها فذهب فلم يدر كيف ذهب وإلى أين صار من الأرض
وفي يوم الأحد لاحدى عشرة ليلة خلت من جمادي الأولى دخل إسحاق بن إبراهيم إلى بغداد راجعا من قتال الخرمية ومعه أسارى منهم وقد قتل في حربه منهم مائة ألف مقاتل وفيها بعث المعتصم عجيفا في جيش كثيف لقتال الزط الذين عاثوا فسادا في بلاد البصرة وقطعوا الطريق ونهبو الغلات فمكث في قتالهم تسعة أشهر فقهرهم وقمع شرهم وأباد خضراهم وكان القائم بأمرهم رجل يقال له محمد بن عثمان ومعه آخر يقال له سملق وهو داهيتهم وشيطانهم فأراح الله المسلمين منه ومن شره
وفيها توفي سليمان بن داود الهاشمي شيخ الامام أحمد وعبد الله بن الزبير الحميدي صاحب المسند وتلميذ الشافعي وعلى بن عياش وأبو نعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري وأبو بحار الهندي