ثم دخلت سنة ثمان وثلاثين ومائين
 
في ربيع الأول منها حاصر بغا مدينة تفليس وعلى مقدمته زيرك التركي فخرج اليه صاحب تفليس إسحاق بن اسماعيل فقاتله فأسر بغا اسحاق فأمر بضرب عنقه وصلبه وأمر بالقاء النار في النفط الى نحو المدينة وكان أكثر بنائها من خشب الصنوبر فأحرق أكثرها وأحرق من أهلها نحوا خمسين الفا وطفئت النار بعد يومين لأن نار الصنوبر لا بقاء لها ودخل الجند فأسروا من بقي من أهلها واستلبوهم حتى استلبوا المواشي ثم سار بغا إلى مدن أخرى ممن كان يماليء أهلها مع من قتل نائب أرمينية يوسف بن محمد بن يوسف فأخذ ثأره وعاقب من تجرأ عليه
وفيها جاءت الفرنج في نحو من ثلثمائة مركب قاصدين مصر من جهة دمياط فدخلوها فجأة فقتلوا من أهلها خلقا وحرقوا المسجد الجامع والمنبر وأسروا من النساء نحو من ستمائة إمرأة من المسلمات نحو مائة و خمسة وعشرين إمرأة وسائرهن من نساء القبط وأخذوا من الامتعة والمال والاسلحة شيئا كثيرا جدا وفر الناس منهم في كل جهة وكان من غرق في بحيرة تنيس أكثر ممن أسروه ثم رجعوا على حمية ولم يعرض لهم أحد حتى رجعوا بلادهم لعنهم الله وفي هذه السنة غزا الصائفة على ابن يحيى الأرمني وفيها حج بالناس الأمير الذي حج بهم قبلها
وفيها توفي اسحاق بن راهويه أحد الأعلام وعلماء الاسلام والمجتهدين من الأنام وبشر بن الوليد الفقيه الحنفي وطالون بن عباد ومحمد بن بكار بن الزيات ومحمد بن أبي السرى العسقلاني