ثم دخلت سنة سبع وأربعين ومائتين
 
في شوال منها كان مقتل الخليفة المتوكل على الله على يد ولده المنتصر وكان سبب ذلك أنه أمر ابنه عبدالله المعتز الذي هو ولي العهد من بعده أن يخطب بالناس في يوم جمعة فأداها أداء عظيما بليغا فبلغ ذلك من المنتصر كل مبلغ وحنق على أبيه وأخيه فأحضره أبوه وأهانه وأمر بضربه في رأسه وصفعه وصرح بعزله عن ولاية العهد من بعد أخيه فاشتد أيضا حنقه أكثر مما كان فلما كان يوم عيد الفطر خطب المتوكل بالناس وعنده بعض ضعف من علة به ثم عدل إلى خيام قد ضربت له أربعة أميال في مثلها فنزل هناك ثم استدعى في يوم ثالث شوال بندمائة على عادته في سمره وحضرته وشربه ثم تمالأ ولده المنتصر وجماعة من الأمراء على الفتك به فدخلوا عليه ليلة الأربعاء لأربع خلون من شوال ويقال من شعبان من هذه السنة وهو على السماط فابتدروه بالسيوف فقتلوه ثم ولوا بعده ولده المنتصر