ذكر مقتل المستعين
 
وفي شوال منها كتب المعتز إلى نائبه محمد بن عبدالله بن طاهر يأمره بتجهيز جيش نحو المستعين فجهز أحمد بن طولون التركي فوافاه فأخرجه لست بقين من رمضان فقدم به القاطول لثلاث مضين من شوال ثم قتل فقيل ضرب حتى مات وقيل بل غرق في دجيل وقيل بل ضربت عنقه وقد ذكر ابن جرير أن المستعين سأل من سعيد بن صالح التركي حين أراد قتله أن يمهله حتى يصلي ركعتين فأمهله فلما كان في السجدة الأخيرة قتله وهو ساجد ودفن جثته في مكان صلاته وخفى أثره وحمل رأسه إلى المعتز فدخل به عليه وهو يلعب بالشطرنج فقيل هذا رأس المخلوع فقال ضعوه حتى أفرغ من الدست فلما فرغ نظر إليه وأمر بدفنه ثم أمر لسعيد بن صالح الذي قتله بخمسين ألف درهم وولاه معونة البصرة وفيها مات إسماعيل بن يوسف العلوي الذي فعل بمكة ما فعل كما تقدم من إلحاده في الحرم فأهلكه الله في هذه السنة عاجلا ولم ينظره وفيها مات أحمد بن محمد وهو المستعين بالله كما تقدم وإسحاق بن بهلول وزياد بن يوب ومحمد بن يشار وغندر وموسى بن المثنى الزمن ويعقوب بن إبراهيم الدورقي