ثم دخلت سنة ستين ومائتين
 
فيها وقع غلاء شديد ببلاد الإسلام كلها حتى أحلى أكثر أهل البلدان منها إلى غيرها ولم يبق بمكة أحد من المجاورين حتى ارتحلوا إلى المدينة وغيرها من البلاد وخرج نائب ممكة منها وبلغ كر الشعير ببغداد مائة وعشرين دينارا واستمر ذلك شهورا وفيها قتل صاحب الزنج علي بن زيد صاحب الكوفة وفيها أخذ الروم من المسلمين حصن لؤلؤة وفيها حج بالناس إبراهيم بن محمد بن إسماعيل المذكور قبلها
وفيها توفي من الأعيان الحسن بن محمد الزعفراني وعبدالرحمن بن شرف ومالك بن طوق صاحب الرحبة التي تنسب إليه وهو مالك بن طوق ويقال للرحبة رحبة مالك بن طوق وحنين ابن إسحاق العبادي الذي عرب كتاب اقليدس وحرره بعد ثابت بن قرة وعرب حنين أيضا كتاب المجسطي وغير ذلك من كتب الطب من لغة اليونان إلى لغة العرب وكان المأمون شديد الاعتناء بذلك جدا وكذلك جعفر البرمكي قبله ولحنين مصنفات كثيرة في الطب واليه تنسب مسائل حنين وكان بارعا في فنه جدا توفي يوم الثلاثاء لست خلون من صفر من هذه السنة قاله ابن خلكان