ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائتين
 
فيها جرت حروب كثيرة منتشرة في بلاد شتى فمن ذلك مقتلة عظيمة في الزنج لعنهم الله
حصرهم في بعض المواقف بعض الأمراء من جهة الخليفة فقتل الموجودين عنده عن آخرهم وفيها سلمت الصقالبة حصن لؤلؤة إلى طاغية الروم وفيها تغلب أخو شركب الجمال علي نيسابور وأخرج منها عاملها الحسين بن طاهر وأخذ من أهلها ثلث أموالهم مصادرة قبحه الله وحج بالناس فيها الفضل بن إسحاق العباسي وفيها توفي من الأعيان مساور بن عبدالحميد الشاري الخارجي وقد كان من الأبطال والشجعان المشهورين والتف عليه خلق من الأعراب وغيرهم وطالت مدته حتى قصمه الله ووزير الخلافة عبيدالله بن يحيى بن خاقان صدمه في الميدان خادم يقال له رشيق فسقط عن دابته على أم رأسه فخرج دماغه من أذنيه وأنفه فمات بعد ثلاث ساعات وصلى عليه أبو أحمد الموفق بن المتوكل ومشى في جنازته وذلك يوم الجمعة لعشر خلون من ذي القعدة من هذه السنة واستوزر من الغد الحسن بن مخلد فلما قدم موسى بن بغا سامرا عزله واستوزر مكانه سليمان بن وهب وسلمت دار عبدالله بن يحيى بن خاقان إلى الأمير المعروف بكيطلغ وفيها توفي أحمد بن الأزهر والحسن بن أبي الربيع ومعاوية بن صالح الأشعري