ثم دخلت سنة ثمان وستين ومائتين
 
في المحرم منها استأمن جعفر بن إبراهيم المعروف بالسجان وكان من أكابر صاحب الزنج وثقاتهم في أنفسهم الموفق فأمنه وفرح به وخلع عليه وأمره فركب في سمرته فوقف تجاه قصر الملك فنادى في الناس وأعلمهم بكذب صاحب الزنج وفجوره وأنه في غرور هو ومن ابتعه فاستأمن بسبب ذلك بشر كثير منهم وبرد قتال الزنج عند ذلك إلى ربيع الآخر فعند ذلك أمر الموفق أصحابه بمحاصرة السور وأمرهم إذا دخلوه أن لا يدخلوا البلد حتى يأمرهم فنقبوا السور حتى انثلم ثم عجلوا الدخول فدخلوا فقاتلهم الزنج فهزمهم المسلمون وتقدموا إلى وسط المدينة فجاءتهم الزنج من كل جانب وخرجت عليهم الكمائن من أماكن لا يهتدون لها فقتلوا من المسلمين خلقا كثيرا واستلبوهم وفر الباقون فلامهم الموفق على مخالفته وعلى العجلة وأجرى الأرزاق على ذرية من قتل منهم فحسن ذلك عند الناس جدا وظفر ابو العباس بن الموفق بجماعة من الأعراب كانوا يجلبون الطعام إلى الزنج فقتلهم وظفر أبو العباس بن الموفق بجماعة من الأعراب كانوا يجلبون الطعام إلى الزنج فقتلهم وظفر ببهبوذ بن عبدالله بن عبدالوهاب فقتله وكان ذلك من أكبر الفتح عند المسلمين وأعظم الرزايا عند الزنج وبعث عمرو بن الليث إلى أبي أحمد الموفق ثلثمائة ألف دينار وخمسين منا من مسك وخمسين منا من عنبر ومائتي من من عود وفضة بقيمة ألف وثيابا من وشى وغلمانا كثيرة جدا وفيها خرج ملك الروم المعروف بابن الصقلبية فحاصر أهل ملطية فأعانهم أهل مرعش ففر الخبيث خاسئا وغزا الصائفة من ناحية الثغور عامل ابن طولون فقتل من الروم سبعة عشر ألفا وحج بالناس فيها هارون المتقدم وفيها قتل أحمد بن عبدالله دالخجستاني وفيها توفي من الأعيان أحمد بن سيار وأحمد بن شيبان وأحمد بن يونس الضبي وعيسى ابن أحمد البلخي ومحمد بن عبدالله بن عبدالحكم المصري الفقيه المالكي وقد صحب الشافعي وروى عنه