وداود بن علي
 
الأصبهاني ثم البغدادي الفقيه الظاهري إمام أهل الظاهر روى عن أبي ثور وإبراهيم بن خالد واسحاق بن راهويه وسليمان بن حرب وعبدالله بن سلمة القعنبي ومسدد بن سرهد وغير واحد روى عنه ابنه الفقيه أبو بكر بن داود وزكريا بن يحيى الساجي قال الخطيب كان فقيها زاهدا وفي كتبه حديث كثير دال على غزارة علمه كانت وفاته ببغداد في هذه السنة وكان مولده في سنة مائتين وذكر أبو إسحاق السيرامي في طبقاته أن أصله من أصبهان وولد بالكوفة ونشأ ببغداد
وأنه انتهت إليه رياسة العلم بها وكان يحضر مجلسه أربعمائة طيلسان أخضر وكان من المتعصبين للشافعي وصنف مناقبه وقال غيره كان حسن الصلاة كثير الخشوع فيها والتواضع قال الأزدي ترك حديثه ولم يتابع الأزدي على ذلك ولكن روى عن الإمام أحمد أنه تكلم فيه بسبب كلامه في القرآن وأن لفظه به مخلوق كما نسب ذلك إلى الإمام البخاري رحمهما الله قلت وقد كان من الفقهاء المشهورين ولكن حصر نفسه بنفيه للقياس الصحيح فضاق بذلك ذرعه في أماكن كثيرة من الفقه فلزمه القول بأشياء قطعية صار إليها بسبب اتباعه الظاهر المجرد من غير تفهم لمعنى النص وقد اختلف الفقهاء القياسيون بعده في الاعتداد بخلافه هل ينعقد الإجماع بدونه مع خلافه أم لا على أقوال ليس هذا موضع بسطها وفيها توفي الربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي وقد ترجمناه في طبقات الشافعية والقاضي بكار بن قتيبة الحاكم بالديار المصرية من سنة ست وأربعين ومائتين إلى أن توفي مسجونا بحبس أحمد بن طولون لكونه لم يخلع الموفق في سنة سبعين وكان عالما عابدا زاهدا كثير التلاوة والمحاسبة لنفسه وقد شغر منصب القضاء بعده بمصر ثلاث سنين

الموضوع التالي


وابن قتيبة الدينوري

الموضوع السابق


أحمد بن طولون