ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائتين
 
في أواخر المحرم منها خلع جعفر المفوض من المعهد واستقل بولاية العهد من بعد المعتمد أبو العباس المعتضد بن الموفق وخطب له بذلك على رؤس الأشهاد وفي ذلك يقول يحيى بن علي يهني المعتضد
ليهنيك عقد أنت فيه المقدم * حباك به رب بفضلك أعلم
فإن كنت قد أصبحت والي عهدنا * فأنت غدا فينا الإمام المعظم
و زال من والاك فيه مبلغا * مناه ومن عاداك يخزى ويندم
وكان عمود الدين فيه تعوج * فعاد بهذا العهد وهو مقوم
وأصبح وجه الملك جذلان ضاحكا * يضيء لنا منه الذي كان مظلم
فدونك شدد عقد ما قد حويته * فإنك دون الناس فيه المحكم
وفيها نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس وذلك بهمة
أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام وفيها وقعت حروب بين هارون الشاري وبين بني شيبان في أرض الموصل وقد بسط ذلك ابن الأثير في كامله وفي رجب منها كانت وفاة المعتمد على الله ليلة الإثنين لتسع عشرة ليلة خلت منه

الموضوع التالي


البلاذري المؤرخ

الموضوع السابق


ترجمة أبي أحمد الموفق