ثم دخلت سنة إحدى وثمانين ومائتين
 
فيها دخل المسلمون بلاد الروم فغنموا وسلموا وفيها تكامل غور المياه ببلاد الرى وطبرستان وفيها غلت الأسعار جدا وجهد الناس حتى أكل بعضهم بعضا فكان الرجل يأكل ابنه وابنته فإنا لله وإنا إليه راجعون وفيها حاصر المعتضد قلعة ماردين وكانت بيد حمدان بن حمدون ففتحها قسرا وأخذ ما كان فيها ثم أمر بتخريبها فهدمت وفيها وصلت قطر الندى بنت خمارويه سلطان الديار المصرية إلى بغداد في تجمل عظيم ومعها من الجهاز شيء كثير حتى قيل إنه كان في الجهاز مائة هاون من ذهب غير الفضة وما يتبع ذلك من القماش وغير ذلك مما لا يحصى ثم بعد كل حساب أرسل معها
أبوها ألف ألف دينار وخمسين ألف دينار لتشتري بها من العراق ما قد تحتاج إليه مما ليس بمصر مثله وفيها خرج المعتضد إلى بلاد الجبل وولى ولده عليا المكتفى نيابة الرى وقزوين وأزربيجان وهمدان والدينور وجعل على كتابته أحمد بن الأصبغ وولى عمر بن عبدالعزيز بن أبي دلف نيابة أصبهان ونهاوند والكرخ ثم عاد راجعا إلى بغداد وحج بالناس محمد بن هارون بن إسحاق وأصاب الحجاج في الأجفر مطر عظم فغرق كثير منهم كان الرجل يغرق في الرمل فلا يقدر أحد على خلاصه منه وفيها توفي من الأعيان إبراهيم بن الحسن بن ديزيل الحافظ صاحب كتاب المصنفات منها في وقعة صفين مجلد كبير وأحمد بن محمد الطائي بالكوفة في جمادى منها

الموضوع التالي


واسحاق بن إبراهيم

الموضوع السابق


وسيبويه استاذ النحاة