ثم دخلت سنة تسع وثمانين ومائتين
 
اتفق في هذه السنة آفات ومصائب عديدة منها أن الروم قصدوا بلاد الرقة في جحافل عظيمة وعساكر من البحر والبر فقتلوا خلقا وأسروا نحوا من خمسة عشر ألفا من الذرية ومنها أن بلاد أذربيجان أصاب أهلها وباء شديد حتى لم يبق أحد يقدر على دفن الموتى فتركوا في الطرق لا يوارون ومنها أن بلاد أردبيل أصابها ريح شديدة من بعد العصر إلا ثلث الليل ثم زلزلوا زلزالا شديدا واستمر ذلك عليهم أياما فتهدمت الدور والمساكن وخسف بآخرين منهم وكان جملة من مات تحت الهدم مائة ألف وخمسين ألفا فإنا لله وإنا إليه راجعون وفيها اقترب القرامطة من البصرة
فخاف أهلها منهم خوفا شديدا وهموا بالرحيل منها فمنعهم نائبها وفيها توفي من الأعيان بشر بن موسى بن صالح أبو علي الأسدي