ثم دخلت سنة إحدى وتسعين ومائتين
 
فيها جرت وقعة عظيمة بين القرامطة وجند الخليفة فهزموا القرامطة وأسروا رئيسهم الحسن بن زكرويه ذا الشامة فلما أسر حمل إلى الخليفة في جماعة كثيرة من أصحابه من رؤسهم وأدخل بغداد على فيل مشهور وأمر الخليفة بعمل دفة مرتفعة فأجلس عليها وجيء بأصحابه فجعل يضرب أعناقهم بين يديه وهو ينظر وقد جعل في فمه خشبة معترضة مشدودة إلى قفاه ثم أنزل فضرب مائتي سوط ثم قطعت يداه ورجلاه وكوى ثم أحرق وحمل رأسه على خشبة وطيف به أرجاء بغداد وذلك في ربيع الأول منها
وفيها قصدت الأتراك بلاد ما وراء النهر في حجافل عظيمة فبيتهم المسلمون فقتلوا منهم خلقا كثيرا وسبوا منهم ما لا يحصون ورد الله الذين كفروا بغيظهم لما ينالوا خيرا وفيها بعث ملك الروم عشرة صلبان مع كل صليب عشرة آلاف فغاروا على أطراف البلاد وقتلوا خلقا وسبوا نساء وذرية وفيها دخل نائب طرسوس بلاد الروم ففتح مدينة أنطاكية وهي مدينة عظيمة على ساحل البحر تعادل عندهم القسطنطينية وخلص من أسارى المسلمين خمسة آلاف أسير وأخذ للروم ستين مركبا وغنم شيئا كثيرا فبلغ نصيب كل واحد من الغزاة ألف دينار وحج بالناس فيها الفضل بن عبدالملك الهاشمي وفيها توفي من الأعيان