ذكر مقتل زكرويه لعنه الله
 
لما بلغ الخليفة خبر الحجيج وما أوقع بهم الخبيث جهز إليه جيشا كثيفا فالتقوا معه فاقتتلوا قتالا شديدا جدا قتل من القرامطة خلق كثير ولم يبق منهم إلا القليل وذلك في أول ربيع الأول منها وضرب رجل زكرويه بالسيف في رأسه فوصلت الضربة إلى دماغه وأخذ أسيرا فمات بعد خمسة أيام فشقوا بطنه وصبروه وحملوه في جماعة من رؤس أصحابه إلى بغداد واحتوى عسكر الخليفة على ما كان بأيدي القرامطة من الأموال والحواصل وأمر الخليفة بقتل أصحاب القرمطي وأن يطاف برأسه في سائر بلاد خراسان لئلا يمتنع الناس عن الحج وأطلق من كان بأيدي القرامطة من النساء والصبيان الذين أسروهم وفيها غزا أحمد بن كنغلغ نائب دمشق بلاد الروم من ناحية طرسوس فقتل منهم نحوا من أربعة
آلاف وأسر من ذراريهم نحوا من خمسين ألفا وأسلم بعض البطارقة وصحبته ونحو من مائتي أسير كانوا في حبسه من المسلمين فأرسل ملك الروم جيشا في طلب ذلك البطريق فركب في جماعة من المسلمين فكبس جيش الروم فقتل منهم مقتلة عظيمة وغنم غنيمة كثيرة جدا ولما قدم على الخيفة أكرمه وأحسن إليه وأعطاه ما تمناه عليه وفيها ظهر بالشام رجل فادعى أنه السفياني فأخذ وبعث به إلى بغداد فادعى أنه موسوس فترك وحج بالناس الفضل بن عبدالملك الهاشمي وفيها توفي من الأعيان الحسين بن محمد بن حاتم بن يزيد بن علي بن مروان أبو علي المعروف بعبيد العجلي كان حافظا مكثرا متقنا مقدما في حفظ المسندات توفي في صفر منها صالح بن محمد بن عمرو بن حبيب أبو علي الأسدي أسد خزيمة المعروف بحرزة لأنه قرأ على بعض المشايخ كانت له خرزة يرقأ بها المريض فقرأها هو حرزة تصحيفا منه فغلب عليه ذلك فلقب به وقد كان حافظا مكثرا جوالا رحالا طاف الشام ومصر وخراسان وسكن بغداد ثم انتقل منها إلى بخارى فسكنها وكان ثقة صدوقا أمينا وله رواية كثيرة عن يحيى بن معين وسؤالات كثيرة كان مولده بالرقة سنة عشر ومائتين وتوفي في هذه السنة محمد بن عيسى بن محمد بن عبدالله بن علي بن عبدالله بن عباس المعروف بالبياضي لأنه حضر مجلس الخليفة وعليه ثياب البياض فقال الخليفة من ذاك البياضي فعرف به وكان ثقة روى عن ابن الأنباري وابن مقسم قتله القرامطة في هذه السنة محمد بن الإمام إسحاق بن راهويه سمع أباه وأحمد بن حنبل وغيرهما وكان عالما بالفقه والحديث جميل الطريقة حميد السيرة قتلته القرامطة في هذه السنة في جملة من قتلوا من الحجيج