ثم دخلت سنة تسع وتسعين ومائتين
 
قال ابن الجوزي وفيها ظهرت ثلاث كواكب مذنبة أحدها في رمضان واثنان في ذي القعدة تبقى أياما ثم تضمحل وفيها وقع طاعون بأرض فارس مات فيه سبعة آلاف إنسان وفيها غضب الخليفة على الوزير علي بن محمد بن الفرات وعزله عن الوزارة وأمر بنهب داره فنهبت أقبح نهب واستوزر أبا علي محمد بن عبدالله بن يحيى بن خاقان وكان قد التزم لأم ولد المعتضد بمائة ألف دينار حتى سعت في ولايته وفيها وردت هدايا كثيرة من الأقاليم من ديار مصر وخراسان وغيرها من ذلك خمسمائة ألف دينار من مصر استخرجت من كنز وجد هناك من غير موانع كما يدعيه كثير من جهلة العوام وغيرهم من ضعيفي الأحلام مكرا وخديعة ليأكلوا أموال الطغام والعوام أهل الطمع والآثام وقد وجد في هذا الكنز ضلع إنسان طوله أربعة أشبار وعرضه شبر وذكر أنه من قوم عاد فالله أعلم وكان من جملة هدية مصر تيس له ضرع يحلب لبنا ومن ذلك بساط أرسله ابن أبي الساج في جملة هداياه طوله سبعون ذراعا وعرضه ستون ذراعا عمل في عشر سنين لا قيمة له وهدايا فاخرة أرسلها أحمد بن إسماعيل بن أحمد الساماني من بلاد خراسان كثيرة جدا وحج بالناس فيها الفضل بن عبدالملك العباسي أمير الحجيج من مدة طويلة وفيها توفي من الأعيان