محمد بن إسماعيل أبو عبدالله المغربي
 
حج على قدميه سبعا وتسعين حجة وكان يمشي في الليل المظلم حافيا كما يمشي الرجل في ضوء النهار وكان المشاة يأتمون به فيرشدهم إلى الطريق وقال ما رأيت ظلمة منذ سنين كثيرة وكانت قدماه مع كثرة مشيه كأنهما قدما عروس مترفة وله كلام مليح نافع ولما مات أوصى أن يدفن إلى جانب شيخه علي بن رزين فهما على جبل الطور قال أبو نعيم كان أبو عبدالله المغربي من المعمرين توفي عن مائة وعشرين سنة وقبره بجبل طور سينا عند قبر أستاذه علي بن رزين قال أبو عبدالله أفضل الأعمال عمارة الأوقاف وقال الفقير هو الذي لا يرجع إلى مستند في الكون غير الإلتجاء إلى من إليه ليعينه بالاستعانة كما عزره بالافتقار إليه وقال أعظم الناس ذلا فقير داهن غنياء وتواضع له وأعظم الناس عزا غنى تذلل لفقير أو حفظ حرمته