ثم دخلت سنة ست وثلاثمائة
 
في أول يوم من المحرم فتح المارستان الذي بنته السيدة أم المقتدر وجلس فيه سنان بن ثابت ورتبت فيه الأطباء والخدم والقومة وكانت نفقته في كل شهر ستمائة دينار وأشار سنان على الخليفة ببناء مارستان فقبل منه وبناه وسماه المقتدري وفيها وردت الأخبار عن أمراء الصوائف بما فتح الله عليهم من الحصون في بلاد الروم وفيها رجفت العامة وشنعوا بموت المقتدر فركب في الجحافل حتى بلغ الثريا ورجع من باب العامة ووقف كثيرا ليراه الناس ثم ركب إلى الشماسية وانحدر إلى دار الخلافة في دجلة فسكنت الفتن وفيها قلد المقتدر حامد بن العباس الوزارة وخلع عليه وخرج من
عنده وخلفه أربعمائة غلام لنفسه فمكث أياما ثم تبين عجزه عن القيام بالأمور فأضيف إليه علي بن عيسى لينفذ الأمور وينظر معه في الأعمال وكان أبو علي بن مقلة ممن يكتب أيضا بحضرة حامد بن العباس الوزير ثم صارت المنزلة كلها لعلي بن عيسى واستقل بالوزارة في السنة الآتية وفيها أمرت السيدة أم المقتدر قهرمانة لها تعرف بتملي أن تجلس بالتربة التي بنتها بالرصافة في كل يوم جمعة وأن تنظر في المظالم التي ترفع إليها في القصص ويحضر في مجلسها القضاة والفقهاء وحج بالناس فيها الفضل الهاشمي وفيها توفي