خلافة القاهر
 
لما قتل المقتدر بالله عزم مؤنس على تولية أبي العباس بن المقتدر بعد أبيه ليطيب قلب أم المقتدر فعدل عن ذلك جمهور من حضر من الأمراء فقال أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل النوبختي بعد التعب والنكد نبايع لخليفة صبي له أم وخالات يطيعهن ويشاورهن ثم أحضروا محمد بن المعتضد وهو أخو المقتدر فبايعه القضاة والأمراء والوزراء ولقبوه بالقاهر بالله وذلك في سحر يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال منها واستوزر أبا علي بن مقلة ثم أبا جعفر محمد بن القاسم بن عبدالله ثم أبا العباس ثم الخصيبي وشرع القاهر في مصادرة أصحاب المقتدر وتتبع أولاده واستدعى بأم المقتدر وهي مريضة بالاستسقاء وقد تزايد بها الوجع من شدة جزعها على ولدها حين بلغها قتله وكيف بقي مكشوف العورة فبقيت أياما لا تأكل شيئا ثم وعظها النساء حتى أكلت شيئا يسيرا من الخبز والملح ومع هذا كله استدعى بها القاهر فقررها على أموالها فذكرت له ما يكون للنساء من الحلي والمصاغ والثياب ولم تقر بشيء من الأموال والجواهر وقالت له لو كان عندي من هذا شيء ما سلمت ولدي فأمر بضربها وعلقت برجليها ومسها بعذاب شديد من العقوبة فأشهدت على نفسها ببيع أملاكها فأخذه الجند مما يحاسبون به من أرزاقهم وأرادها على بيع أوقافها فامتنعت من ذلك وأبت أشد الأباء ثم استدعى القاهر بجماعة من أولاد المقتدر منهم أبو العباس وهارون والعباس وعلي والفضل وإبراهيم فأمر بمصادرتهم وحبسهم وسلمهم إلى حاجبه علي بن بليق وتمكن الوزير علي بن مقلة فعزل وولى وأخذ وأعطى أياما ومنع البريدي من عمالتهم وفيها توفي من الأعيان

الموضوع التالي


أحمد بن عمير بن جوصا

الموضوع السابق


ترجمة المقتدر بالله