جحظة الشاعر البرمكي
 
أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك البرمكي أبو الحسن النديم المعروف بجحظة الشاعر الماهر الأديب الأخباري ذو الفنون في العلوم والنوادر الحاضرة وكان جيد الغناء ومن شعره
قد نادت الدنيا على نفسها * لو كان في العالم من يسمع
كم آكل خيبت آماله * وجدامع بددت ما يجمع
وكتب له بعض الملوك رقعة على صيرفي بمال أطلقه له فلم يحصل له فكتب إلى الملك يذكر له ذلك
إذا كانت صلاتكم رقاعا * تخطط بالأنامل والأكف
فلا تجدر الرقاع علي نفعا * فذا خطي فخذه بألف ألف
ومن شعره يهجو صديقا له ويذمه على شدة شحه وبخله وحرصه فقال
لنا صاحب من أبرع الناس في البخل * يسمى بفضل وهو ليس بذي فضل
دعاني كما يدعو الصديق صديقه * فجئت كما يأتي إلى مثله مثلي
فلما جلسنا للغداء رأيته * يرى أنما من بعض أعضائه أكلي
فيغتاظ أحيانا ويشتم عبده * فأعلم أن الغيظ والشتم من أجلي
أمد يدي سرا لآكل لقمة * فيلحظني شزرا فأعبث بالبقل
إلى أن جنت كفي علي جناية
وذلك أن الجوع أعدمني عقلي
فأهوت يميني نحو رجل دجاجة * فجرت رجلها كما جرت يدي رجلي
ومن قوي شعره قوله * رحلتم فكم من أنة بعد حنة
مبينة للناس حزني عليكم
وقد كنت أعتقت الجفون من البكا * فقد ردها في الرق شوقي إليكم
وقد أورد له ابن خلكان من شعره الرائق قوله * فقلت لها بخلت علي يقظي
فجودي في المنام لمستهام * فقالت لي وصرت تنام أيضا
وتطمع أن أزورك في المنام * قال وإنما لقبه بجحظة عبدالله بن المعتز وذلك لسؤ منظره بمآقيه قال بعض من هجاه
ببيت جحةظ تسعين جحوظة * من فيل شطرنج ومن سرطان
وارحمتا لمنادميه تحملوا * ألم العيون للذة الآذان
توفي سنة ست وعشرين وقيل أربع وعشرين وثلثمائة بواسط

الموضوع السابق


ابن مجاهد المقري