عمر بن أبي عمر محمد بن يوسف بن يعقوب
 
ابن حماد بن زيد بن درهم أبو الحسين الأزدي الفقيه المالكي القاضي ناب عن أبيه وعمره عشرون سنة وكان حافظا للقرآن والحديث والفقه على مذهب مالك والفرائض والحساب واللغة والنحو والشعر وصنف مسندا فرزق قوة الفهم وجودة القريحة وشرف الأخلاق وله الشعر الرائق الحسن وكان مشكور السيرة في القضاء عدلا ثقة إماما قال الخطيب أخبرنا أبو الطيب الطبري سمعت المعافى بن زكريا الجريري يقول كنا نجلس في حضرة القاضي أبي الحسين فجئنا يوما ننتظره على العادة فجلسنا عند بابه وإذا أعرابي جالس كأن له حاجة إذ وقع غراب على نخلة في الدار فصرخ ثم طار فقال الأعرابي يخبر أن صاحب هذه الدار يموت بعد سبعة أيام قال فزبرناه فقام وانصرف ثم خرج الأذن من القاضي أن هلموا فدخلنا فوجدناه متغير اللون مغتما فقلنا له ما الخبر فقال إني رأيت البارحة في المنام شخصا يقول
منازل آل حماد بن زيد * على أهليك والنعم السلام
وقد ضاق لذلك صدري قال فدعونا له وانصرفنا فلما كان اليوم السابع من ذلك اليوم دفن ليوم الخميس لسبع عشرة مضت من شعبان من هذه السنة وله من العمر تسع وثلاثون سنة وصلى عليه ابنه أبو نصر وولي بعده القضاء قال الصولي بلغ القاضي أبو الحسين من العلم مبلغا عظيما مع حداثة سنه وحين توفي كان الخليفة الراضي يبكي عليه ويحرضنا ويقول كنت أضيق بالشيء ذرعا فيوسعه علي ثم يقول والله لا بقيت بعده فتوفي الراضي بعده في نصف ربيع الأول من هذه السنة الآتية رحمهما الله وكان الراضي أيضا حدث السن