أبو الحسن علي بن بويه
 
وهو أكبر أولاد بويه وأول من تملك منهم وكان عاقلا حاذقا حميد السيرة رئيسا في نفسه كان أول ظهوره في سنة ثنتين وعشرين وثلثمائة كما ذكرنا فلما كان في هذا العام قويت عليه الأسقام وتواترت عليه الآلام فأحس من نفسه بالهلاك ولم يفاده ولا دفع عنه أمر الله ما هو فيه من الأموال والملك وكثرة الرجال والأموال ولا رد عنه جيشه من الديالم والأتراك والأعجام مع كثرة العدد والعدد بل تخلوا عنه أحوج ما كان إليهم فسبحان الله الملك القادر القاهر العلام ولم يكن له ولد ذكر فأرسل إلي أخيه ركن الدولة يستدعيه إليه وولده عضد الدولة ليجعله ولي عهده من بعده فلما قدم عليه فرح به فرحا شديدا وخرج بنفسه في جميع جيشه يتلقاه فلما دخل به إلى دار المملكة أجلسه على السرير وقام بين يديه كأحد الأمراء ليرفع من شأنه عند أمرائه ووزرائه وأعوانه ثم عقد له البيعة على ما يملكه من البلدان والأموال وتدبير المملكة والرجال وفيهم من بعض رؤس الأمراء كراهة لذلك فشرع في القبض عليهم وقتل من شاء منهم وسجن آخرين حتى تمهدت الأمور لعضد الدولة ثم كانت وفاة عماد الدولة بشيراز في هذه السنة عن سبع وخمسين سنة وكانت مدة ملكه ست عشرة سنة وكان من خيار الملوك في زمانه وكان ممن حاز قصب
السبق دون أقرانه وكان هو أمير الأمراء وبذلك كان يكاتبه الخلفاء ولكن أخوه معز الدولة كان ينوب عنه في العراق والسواد ولما مات عماد الدولة اشتغل الوزير أبو جعفر الضميري عن محاربة عمران بن شاهين الصياد وكان قد كتب إليه معز الدولة أن يسير إلى شيراز ويضبط أمرها فقوي أمر عمران بعد ضعفه وكان من أمره ما سيأتي في موضعه وممن توفي فيها من الأعيان أبو جعفر النحاس النحوي