ثم دخلت سنة أربعين وثلثمائة
 
فيها قصد صاحب عمان البصرة ليأخذها في مراكب كثيرة وجاء لنصره أبو يعقوب الهجري فمانعه الوزير أبو محمد المهلبي وصده عنها وأسر جماعة من أصحابه وسبا سبيا كثيرا من مراكبه فساقها معه في دجلة ودخل بها إلى بغداد في أبهة عظيمة ولله الحمد وفيها رفع إلى الوزير أبي محمد المهلبي رجل من أصحاب أبي جعفر بن أبي العز الذي كان قتل علي الزندقة كما قتل الحلاج فكان هذا الرجل يدعي ما كان يدعيه ابن أبي العز وقد اتبعه جماعة من الجهلة من أهل بغداد وصدقوه في دعواه الربوبية وأن أرواح الأنبياء والصديقين تنتقل إليهم ووجد في منزله كتب تدل علىذلك فلما تحقق أنه هالك ادعى أنه شيعي ليحضر عند معز الدولة بن بويه وقد كان معز الدولة بن بويه يحب الرافضة قبحه الله فلما اشتهر عنه ذلك لم يتمكن الوزير منه خوفا على نفسه من معز الدولة وأن تقوم عليه الشيعة إنا لله وإنا إليه راجعون ولكنه احتاط على شيء من أموالهم فكان يسميها أموال الزنادقة قال ابن الجوزي وفي رمضان منها وقعت فتنة عظيمة بسبب المذهب وممن توفي فيها من الأعيان أشهب بن عبدالعزيز بن أبي داود بن إبراهيم أبو عمر العامري نسبة إلى عامر بن لؤي كان أحد الفقهاء المشهورين توفي في شعبان منها

الموضوع التالي


أبو الحسن الكرخي

الموضوع السابق


أبو نصر الفارابي