محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة
 
ابن يزيد بن عبدالملك أبو بكر الأدمي صاحب الألحان كان حسن الصوت بتلاوة القرآن وربما سمع صوته من بعد في الليل وحج مرة مع أبي القاسم البغوي فلما كانوا بالمدينة دخلوا المسجد النبوي فوجدوا شيخا أعمى يقص على الناس أخبارا موضوعة مكذوبة فقال البغوي ينبغي الإنكار عليه فقال له بعض أصحابه إنك لست ببغداد يعرفك الناس إذا أنكرت عليه ومن يعرفك هنا قليل والجمع كثير ولكن ترى أن تأمر أبا بكر الأدمي فيقرأ فأمره فاستفتح فقرأ فلم يتم الاستعاذة حتى انجفل الناس عن ذلك الأعمى وتركوه وجاؤا إلى أبي بكر ولم يبق عند الضرير أحد فأخذ الأعمى بيد قائده وقال له اذهب بنا فهكذا تزول النعم توفي في الأربعاء لليلتين بقيتا من ربيع الأول من هذه السنة عن ثمان وثمانين سنة وقد رآه بعضهم في المنام فقال له ما فعل الله بك قال وقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأهوالا فقلت له فتلك القراءة الحسنة وذلك الصوت الحسن وتلك المواقف فقال ما كان شيء أضر علي من ذلك لأنها كانت للدنيا فقلت إلى أي شيء انتهي أمرك فقال الله عز وجل آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين .