ثم دخلت سنة تسع وأربعين وثلثمائة
 
فيها ظهر رجل بأذربيجان من أولاد عيسى بن المكتفي بالله فلقب بالمتسجير بالله ودعا إلى الرضا من آل محمد وذلك لفساد دولة المرزبان في ذلك الزمان فاقتتلوا قتالا شديدا ثم انهزم أصحاب المستجير وأخذ أسيرا فمات واضمحل أمره وفيها دخل سيف الدولة بن حمدان بلاد الروم فقتل من أهلها خلقا كثيرا وفتح حصونا وأحرقا بلدانا كثيرة وسبى وغنم وكر راجعا فأخذت الروم عليه فمنعوه من الرجوع ووضعوا السيف في أصحابه فما نجا هو في ثلاثمائة فارس إلا بعد جهد جهيد وفيها كانت فتنة عظيمة ببغداد بين الرافضة وأهل السنة قتل فيها خلق كثير وفي أخرها توفي أنوجور بن الأخشيد صاحب مصر فأقام بالأمر بعده أخوه علي وفيها مات أبو القاسم عبدالله بن أبي عبدالله البريدي الذي كان صاحب الأهواز وواسط وفيها رجع حجيج مصر من مكة فنزلوا واديا فجاءهم سيل فأخذهم فألقاهم في البحر عن آخرهم وفيها أسلم من الترك مائتا ألف خركاه فسموا ترك إيمان ثم خفف اللفظ بذلك فقيل تركمان وممن توفي فيها من الأعيان :