ثم دخلت سنة سبع وخمسين وثلثمائة
 
فيها شاع الخبر ببغداد وغيرها من البلاد أن رجلا ظهر يقال له محمد بن عبدالله وتلقب بالمهدي وزعم أنه الموعود به وأنه يدعو إلى الخير وينهى عن الشر ودعا إليه ناس من الشيعة وقالوا هذا علوي من شيعتنا وكان هذا الرجل إذ ذاك مقيما بمصر عند كافور الأخشيدي قبل أن يموت وكان يكرمه وكان من جملة المستحسنين له سبكتكين الحاجب وكان شيعيا فظنه علويا وكتب إليه أن يقدم إلى بغداد ليأخذ له البلاد فترحل عن مصر قاصدا العراق فتلقاه سبكتكين الحاجب إلى قريب الأنبار فلما رآه عرفه وإذا هو محمد بن المستكفي بالله العباسي فلما تحقق أنه عباسي وليس بعلوي انثنى رأيه فيه فتفرق شمله وتمزق أمره وذهب أصحابه كل مذهب وحمل إلى معز الدولة فأمنه وسلمه إلى المطيع لله فجدع أنفه واختفى أمره فلم يظهر له خبر بالكلية بعد ذلك وفيها وردت طائفة من الروم إلى بلاد إنطاكية فقتلوا خلقا من حواضرها وسبوا اثنى عشر ألفا من أهلها ورجعوا إلى بلادهم ولم يعرض لهم أحد وفيها عملت الروافض في يوم عاشوراء منها المأتم على الحسين وفي يوم غدير خم الهناء والسرور وفيها في تشرين عرض للناس داء الماشري فمات به خلق كثير وفيها مات أكثر جمال الحجيج في الطريق من العطش ولم يصل منهم إلى مكة إلا القليل بل مات أكثر من وصل منهم بعد الحج وفيها اقتتل أبو المعالي شريف بن سيف الدولة هو وخاله وابن عم أبيه أبو فراس في المعركة قال ابن الأثير ولقد صدق من قال إن الملك عقيم وفيها توفي من الأعيان أيضا إبراهيم المتقي لله وكان قد ولى الخلافة ثم ألجئ أن خلع من سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة إلى هذه السنة وألزم بيته فمات في هذه السنة ودفن بداره عن ستين سنة

الموضوع السابق


أبو علي القالي