ثم دخلت سنة إحدى وستين وثلثمائة
 
في عاشر المحرم منها عملت الروافض بدعتهم كما تقدم وفي المحرم منها أغارت الروم على الجزيرة وديار بكر فقتلوا خلقا من أهل الرها وساروا في البلاد كذلك يقتلون ويأسرون ويغنمون إلى أن وصلوا نصيبين ففعلوا ذلك ولم يغن عن تلك النواحي أبو تغلب بن حمدان متوليها شيئا ولا دافع عنهم ولا له قوة فعند ذلك ذهب أهل الجزيرة إلى بغداد وأرادوا أن يدخلوا على الخليفة المطيع لله وغيره يستنصرونه ويستصرخون فرثا لهم بغداد وجاؤوا معهم إلى الخليفة فلم يمكنهم ذلك وكان بختيار بن معز الدولة مشغولا بالصيد فذهبت الرسل وراءه فبعث الحاجب سبكتكين يستنفر الناس فتجهز خلق كثير من العامة وكتب إلى تغلب أن يعد الميرة والإقامة فأظهر السرور والفرح ولما تجهزت العامة للغزاة وقعت بينهم فتنة شديدة بين الروافض وأهل السنة وأحرق أهل السنة دور الروافض في الكرخ وقالوا الشر كله منكم وثار العيارون ببغداد يأخذون أموال الناس وتناقض النقيب أبو أحمد الموسوي والوزير أبو الفضل الشيرازي وأرسل بختيار بن معز الدولة
إلى الخليفة يطلب منه أموالا يستعين بها على هذه الغزوة بعث إليه يقول لو كان الخراج يجيء إلي لدفعت منه ما يحتاج المسلمون إليه ولكن أنت تصرف منه في وجه ليس بالمسلمين إليها ضرورة وأما أنا فليس عندي شيء أرسله إليك فترددت الرسل بينهم وأغلظ بختيار للخليفة في الكلام وتهدده فاحتاج الخليفة أن يحصل له شيئا فباع بعض ثياب بدنه وشيئا من أثاث بيته ونقض بعض سقوف داره وحصل له اربعمائة ألف درهم فصرفها بختيار في مصالح نفسه وأبطل تلك الغزاة فنقم الناس للخليفة وساءهم ما فعل به ابن بويه الرافضي من أخذه مال الخليفة وتركه الجهاد فلا جزاه الله خيرا عن المسلمين وفيها تسلم أبو تغلب بن حمدان قلعة ماردين فنقل حواصلها وما فيها إلى الموصل وفيها اصطلح الأمير منصور بن نوح الساماني صاحب خراسان وركن الدولة بن بويه وابنه عضد الدولة على أن يحملا إليه في كل سنة مائة ألف دينار وخمسين ألف دينار وتزوج بابنة ركن الدولة فحمل إليه من الهدايا والتحف ما لا يعد ولا يحصى وفي شوال منها خرج المعزالفاطمي بأهله وحاشيته وجنوده من المدينة المنصورة من بلاد المغرب قاصدا البلاد المصرية بعد ما مهد له مولاه جوهر أمرها وبنى له بها القصرين واستخلف المعز على بلاد المغرب ونواحيها وصقلية وأعمالها نوابا من جهته وحزبه وأنصاره من أهل تلك البلاد واستصحب معه شاعره محمد بن هانئ الأندلسي فتوفي في أثناء الطريق وكان قدوم المعز إلى القاهرة في رمضان من السنة الآتية على ما سيأتي وفيها حج بالناس الشريف أبو أحمد الموسوي النقيب على الطالبيين كلهم وفيها توفي من الأعيان

الموضوع السابق


أحمد بن الفتح