الحرب بين المعز الفاطمي والحسين
 
لما استقر المعز الفاطمي بالديار المصرية وابتنى فيها القاهرة والقصرين وتأكد ملكه سار إليه الحسين بن أحمد القرمطي من الأحساه في جمع كثيف من أصحابه والتف معه أمير العرب ببلاد الشام وهو حسان بن الجراح الطائي في عرب الشام بكمالهم فلما سمع بهم المعز الفاطمي أسقط في يده لكثرتهم وكتب إلى القرمطي يستميله ويقول إنما دعوة آبائك كانت إلى آبائي قديما فدعوتنا واحدة ويذكر فيه فضله وفضل آبائه فرد عليه الجواب وصل كتابك الذي كثر تفضيله وقل تحصيله ونحن سائرون إليك على إثره والسلام فلما انتهوا إلى ديار مصر عانوا فيها قتلا ونهبا وفسادا وحار المعز فيما يصنع وضعف جيشه عن مقاومتهم فعدل إلى المكيدة والخديعة فراسل حسان بن الجراح أمير العرب ووعده بمائة ألف دينار إن هو خذل بين الناس فبعث إليه حسان يقول أن ابعث إلى بما التزمت وتعال بمن معك فإذا لقيتنا انهزمت بمن معي فلا يبقى للقرمطي قوة تأخذه كيف شئت فأرسل إليه بمائة ألف دينار في أكياسها ولكن أكثرها زغل ضرب النحاس وألبسه ذهبا وجعله في أسفل الأكياس وجعل في رؤسها الدنانير الخالصة ولما بعثها إليه ركب في إثرها في جيشه فالتقى الناس فانهزم حسان بمن معه فضعف جانب القرمطي وقوى عليه الفاطمي فكسره وانهزمت القرامطة ورجعوا إلى أذرعات في أذل حال وأرذله وبعث المعز في آثارهم القائد أبا محمود بن إبراهيم في عشرة آلاف فارس ليحسم مادة القرامطة ويطفئ نارهم عنه