فصل
 
ولما قويت الأتراك ببغداد تحير بختيار بن معز الدولة في أمره وهو مقيم بالأهواز لا يستطيع الدخول إلى بغداد فأرسل إلى عمه ركن الدولة يستنجده فأرسل إليه بعسكر مع وزيره أبي الفتح بن العميد وأرسل إلى ابن عمه عضد الدولة بن ركن الدولة فأبطأ عليه وأرسل إلى عمران بن شاهين فلم يجبه وأرسل إلى أبي تغلب بن حمدان فأظهر نصره وإنما يريد في الباطن أخذ بغداد وخرجت الأتراك من بغداد في جحفل عظيم ومعهم الخليفة المطيع وابوه فلما انتهوا إلى واسط توفي المطيع وبعد أيام توفي سبكتكين فحملا إلى بغداد والتف الأتراك على أمير يقال له افتكين فاجتمع شملهم والتقوا مع بختيار فضعف أمره جدا وقوى عليه ابن عمه عضد الدولة فأخذ منه ملك العراق وتمزق شمله وتفرق أمره وفيها خطب للمعز الفاطمي بالحرمين مكة والمدينة النبوية وفيها خرج طائفة من بني هلال وطائفة من العرب على الحجاج فقتلوا منهم خلقا كثيرا وعطلوا على من بقي منهم الحج في هذا العام وفيها انتهى تاريخ ثابت بن سنان بن ثابت بن قرة وأوله من سنة خمس وتسعين ومائتين وهي أول دولة المقتدر وفيها كانت زلزة شديدة وبواسط وحج بالناس فيها الشريف أبو أحمد الموسوي ولم يحصل لأحد حج في هذه السنة سوى من كان معه على درب
العراق وقد أخذ بالناس على طريق المدينة فتم حجهم وفيها توفي من الأعيان