قسام التراب يملك دمشق
 
لما ذهب الفتكين إلى ديار مصر نهض رجل من أهل دمشق يقال له قسام التراب كان الفتكين يقربه ويدنيه ويأمنه على أسراره فاستحوذ على دمشق وطاوعه أهلها وقصدته عساكر العزيز من مصر فحاصروه فلم يتمكنوا منه وجاء أبو تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان فحاصره فلم يقدر أن يدخل دمشق فانصرف عنه خائبا إلى طبرية فوقع بينه وبين بني عقيل وغيرهم من العرب حروب طويلة آل الحال إلى أن قتل أبو تغلب وكانت معه أخته وجميلة امرأته وهي بن سيف الدولة فردتا إلى سعد الدولة بحلب فأخذ أخته وبعث بجميلة إلى بغداد فحبست في دار وأخذ منها أموال جزيلة وأما قسام التراب هذا وهو من بني الحارث بن كعب من اليمن فإنه أقام بالشام فسد خللها وقام بمصالحها مدة سنين عديدة وكان مجلسه بالجامع يجتمع الناس إليه فيأمرهم وينهاهم فيتمثلون ما يأمر به قال ابن عساكر أصله من قرية تلفيتا وكان ترابا قلت والعامة يسمونه قسيم الزبال وإنما هو قسام ولم يكن زبالا بل ترابا من قرية تلفيتا بالقرب من قرية منين وكان بدو أمره أنه انتمى إلى رجل من أحداث أهل دمشق يقال له أحمد بن المسطان فكان من حزبه ثم استحوذ على الأمور وغلب على الولاة والامراء إلى أن أقدم بلكتكين التركي من مصر في يوم الخميس السابع عشر من المحرم سنة ست وسبعين وثلثمائة فأخذها منه واختفى قسام التراب مدة ثم ظهر فأخذه أسيرا وأرسله مقيدا إلى الديار المصرية فأطلق وأحسن إليه وأقام بها مكرما وممن توفي فيها من الأعيان

الموضوع التالي


العقيقي