ثم دخلت سنة خمس وسبعين وثلثمائة
 
فيها خلع الخليفة على صمصامة الدولة وسوره وطوقه وأركب على فرس بسرج ذهب وبين يديه جنيب مثله وفيها ورد الخبر بأن اثنين من سادة القرامطة وهما إسحاق وجعفر دخلا الكوفة في حفل عظيم فانزعجت النفوس بسبب ذلك وذلك لصرامتها وشجاعتهما ولأن عضد الدولة مع شجاعته كان يصانعهما وأقطعهما أراضي من أراضي واسط وكذلك عزالدولة من قبله أيضا فجهز اليهما صمصامة جيشا فطردهما عن تلك النواحي التي قد أكثروا فيها الفساد وبطل ما كان في نفوس الناس منهما وفيها عزم صمصامة الدولة على أن يضع مكسا على الثياب الابريسميات فاجتمع الناس بجامع المنصور وأرادوا تعطيل الجمعة وكادت الفتنة تقع بينهم فأعفوا من ذلك وفي ذي الحجة ورد الخبر بموت مؤيد الدولة فجلس صمصامة للعزاء وجاء إليه الخليفة معزيا له فقام إليه صمصامة وقبل الأرض بين يديه وتخاطبا في العزاء بألفاظ حسنة وفيها توفي الشيخ