جوهر بن عبدالله
 
القائد باني القاهرة أصله أرمني ويعرف بالكاتب أخذ مصر بعد موت كافور الأخشيدي أرسله مولاه العزيز الفاطمي إليها في ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلثمائة فوصل إليها في شعبان منها في مائة ألف مقاتل ومائتي صندوق لينفقه في عمارة القاهرة فبرزوا لقتاله فكسرهم وجدد الأمان لأهلها ودخلها يوم الثلاثاء لثمان عشرة خلت من شعبان فشق مصر ونزل في مكان القاهرة اليوم وأسس من ليلته القصرين وخطب يوم الجمعة الآتية لمولاه وقطع خطبة بني العباس وذكر في خطبته الأئمة الاثنى عشر وأمر فأذن بحي على خير العمل وكان يظهر الإحسان إلى الناس ويجلس كل يوم سبت مع الوزير ابن الفرات والقاضي واجتهد في تكميل القاهرة وفرغ من جامعها الأزهر سريعا وخطب به في سنة إحدى وستين وهو الذي يقال له الجامع الأزهر ثم أرسل جعفر بن فلاح إلى الشام فأخذها ثم قدم مولاه المعز في سنة اثنتين وستين كما تقدم فنزل بالقصرين
ولم تزل منزلته عالية عنده إلى أن مات في هذه السنة وقام مكانه الحسين الذي كان يقال له قائد القواد وهو أكبر أمراء الحاكم ثم كان قتله على يديه في سنة إحدى وأربعمائة وقتل معه صهره زوج أخته القاضي عبدالعزيز بن النعمان وأظن هذا القاضي هو الذي صنف البلاغ الأكبر والناموس الأعظم الذي فيه من الكفر ما لم يصل إبليس إلى مثله وقد رد على هذا الكتاب أبو بكر الباقلاني رحمه الله