الحسن بن عبيدالله
 
ابن سعيد بن أحمد العسكري اللغوي العلامة في فنه وتصانيفه المفيد في اللغة وغيرها يقال إنه كان يميل إلى الاعتزال ولما قدم الصاحب بن عباد هو وفخر الدولة البلدة التي كان فيها أبو أحمد العسكري وكان قد كبر وأسن بعث إليه الصاحب رقعة فيها هذه الأبيات
ولما أبيتم أن تزوروا وقلتم * ضعفنا فما نقوى على الوحدان
أتيناكم من بعد أرض نزوركم * فكم من منزل بكر لنا عوان
نناشدكم هل من قرى لنزيلكم * بطول جوار لا يمل جفان
تضمنت بنت ابن الرشيد كأنما * تعمد تشبيهي به وعناني
أهم بأمر الحزم لا أستطيعه * وقد حيل بين العير والنزوان
ثم ركب بغلته تحاملا وصار إلى الصاحب فوجده مشغولا في خيمته بابهة الوزارة فصعد أكمه ثم نادى بأعلى صوته
ما لي أرى القبة الفيحاء مقفلة * دوني وقد طال ما استفتحت مقفلها
كأنها جنة الفردوس معرضة * وليس لي عمل زاك فأدخلها
فلما سمع الصاحب صوته ناداه أدخلها يا أبا أحمد فلك السابقة الأولى فلما صار إليه أحسن إليه توفي في يوم التروية منها قال ابن خلكان وكانت ولادته يوم الخميس لست عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلاثة وتسعين ومائتين وتوفي يوم الجمعة لسبع خلون من ذي الحجة سنة اثنتين وثماني وثلثمائة