ابن بطة عبيد الله بن محمد
 
ابن حمران أبو عبدالله العكبري المعروف بابن بطة أحد علماء الحنابلة وله التصانيف الكثيرة الحافلة في فنون من العلوم سمع الحديث من البغوي وأبي بكر النيسابوري وابن صاعد وخلق في أقاليم متعددة وعنه جماعة من الحفاظ منهم أبو الفتح بن أبي الفوارس والأزجي والبرمكي وأثنى عليه غير واحد من الأئمة وكان ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وقد رأى بعضهم رسول الله فقال يا رسول الله ص قد اختلفت علي المذاهب فقال عليك بابي عبدالله بن بطة فلما أصبح ذهب إليه ليبشره بالمنام فحين لآه بن بطة تبسم إليه وقال له قبل أن يخاطبه صدق رسول الله ص ثلاث مرات وقد تصدى الخطيب البغدادي للكلام في ابن بطة والطعن عليه وفيه بسبب بعض الجرح في ابن بطة الذي أسنده إلى شيخه عبدالواحد بن علي الأسدي المعروف بابن برهان اللغوي فانتدب ابن الجوزي للرد على الخطيب والطعن عليه أيضا بسبب بعض مشايخه والانصار لابن بطة فحكى عن أبي الوفا بن عقيل أن ابن برهان كان يرى مذهب مرجئة المعتزلة في أن الكفار لا يخلدون في النار وإنما قالوا ذلك لأن دوام ذلك إنما هو التشفي ولا معنى له هنا مع أنه قد وصف بأنه غفور رحيم وأنه لأرحم الراحمين ثم شرع ابن عقيل يرد على ابن برهان قال ابن الجوزي فكيف يقبل الجرح من مثل هذا ثم روى ابن الجوزي بسنده عن ابن بطة أنه سمع المعجم من البغوي قال والمثبت مقدم على النافي قال الخطيب وحدثني عبدالواحد بن برهان قال ثنا محمد بن أبي الفوارس روى عن ابن بطة عن البغوي عن أبي مصعب عن مالك عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله ص طلب العلم فريضة على كل مسلم قال الخطيب وهذا باطل من حديث مالك والحمل فيه على ابن بطة قال ابن الجوزي والجواب عن هذا من وجهين أحدهما أنه وجد بخط ابن برهان ما حكاه الخطيب في القدح في ابن بطة وهو شيخي أخت عنه العلم في البداية الثاني أن ابن برهان قد تقدم القدح فيه بما خالف فيه الاجماع فيكف قبلت القول في رجل قد حكيت عن مشايخ العماء أنه رجل صالح مجاب الدعوة نعوذ بالله من الهوى

الموضوع السابق


ابن زولاق