الحافظ بن الفرضي
 
أبو الوليد عبدالله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي الفرضي قاضي بكنسية سمع الكثير وجمع وصنف التاريخ وفي المؤتلف والمختلف ومشتبه النسبة وغير ذلك وكان علامة زمانه قتل شهيدا على يد البربر فسمعوه وهو جريح طريح يقرأ على نفسه الحديث الذي في الصحيح ما يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى اللون لون الدم والريح ريح المسك وقد كان سأل الله الشهادة عند أستار الكعبة فأعطاه إياها ومن شعره قوله
أسير الخطايا عند بابك واقف * على وجل مما به أنت عارف
يخااف ذنوبا لم يغب عنك غيها * ويرجوك ففيها وهو راج وخائف
ومن ذا الذي يرجى سواك ويتقى * ومالك في فصل القضاء مخالف
فياسيدي لا تخزني في صحيفتي * اذا نشرت يوم الحساب الحصائف
وكن مؤنسي في ظلمة القبر عند ما * يصد ذوو القربى ويجفو الموالف
لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي * أرجى لإسرافي فإني تالف